جاء في تقرير عن صحيفة إسرائيلية أن عدد المتسللين الأفارقة إلى إسرائيل وصل فى الربع الأول من العام الجارى إلى ما يقارب من 4520 شخصا، مقارنة بعام 2009 الذى تسلل فيه نحو 4519 متسللا. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه بحسب الإحصائيات التابعة للشرطة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي، فمنذ إعلان حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتانياهو عن قرارها ببناء جدار إلكتروني فاصل مع الحدود المصرية للحد من نسبة المتسللين، شهدت الأيام التى تلت القرار ارتفاعا حادا وملموسا وبنسبة كبيرة فى عدد المتسللين من شبه جزيرة سيناء إلى إسرائيل بأربعة أضعاف مما كانت عليه فى السابق. وأضافت، إسرائيل اليوم، أنه بحسب الإحصائيات، أيضا فإنه يتسلل إلى إسرائيل كل أسبوع قرابة 350 متسللا أفريقيا طلبا للعمل فى إسرائيل. هذا عدد الأفارقة الباحثين عن فرص عمل. يمكن أن نضيف إليه ما تشير إليه تقارير مؤكدة أن سيناء مسرحا لعمليات تهريب مكثفة لأنواع من النساء المنحرفات للعمل داخل إسرائيل سواء برضاهن أو بالخديعة والإرغام. تكشف لنا هذه الأعداد ونوعية الجنسيات أمورا كثيرة تدعونا للتأمل الجاد في الحقائق المعتادة سواء في المملكة أو دول المنطقة بل تكشف لنا طبيعة الإرهاب الذي نتعرض له جميعا بما فيه الإرهاب الموجه لمصر في صحراء سيناء. المتسللون الأفارقة يمرون عبر عدد من الدول الأفريقية للوصول إلى هدفهم. ونعرف ان الأفارقة يميزهم لون بشرتهم مما يسهل التعرف عليهم وتمييزهم عن شعوب الشمال الأفريقي والمتوسط. في الوقت الذي نعرف فيه مدى حرص إسرائيل على امنها بسبب حالة العداء مع شعوب المنطقة وليس حكوماتها فقط. إذا كان الأفارقة والمتسللون قادرون على اقتحام أمن إسرائيل فالسؤال لماذا تغيب هذه الثغرة الأمنية في الحدود الإسرائيلية عن الصراع العربي الإسرائيلي وأخص المنظمات الإرهابية التي تنشط على حدود المملكة والعراق وسوريا والجزائر بل امتدت إلى الدول الأوروبية والأمريكية. ما الذي يعنيه ان تتشكل منظمات تعمل على تهريب الشباب السعودي عبر كل حدود المنطقة إلى الدول المجاوة وتتجاهل الحرب مع إسرائيل. كيف نفسر قدرة المنظمات الإرهابية على تهريب الشباب العربي ومنهم الشباب السعودي للانضمام لداعش والنصرة ولم نسمع أن أي من هذه المنظمات قامت بتهريب إرهابييه لإيذاء إسرائيل؟ عندما نقارن بين تسلل الإرهابيين إلى المملكة أيا كان عددهم وبين تسلل الأفارقة إلى إسرائيل يمكننا ان نرفع التحية لرجل الأمن السعودي. لسببين الأول أن الشعب السعودي ليس في حالة عداء مع الشعب اليمني بل بالعكس. يتداخل الشعب السعودي مع الشعب اليمني بوشائج متعددة دينية ثقافية، مما يجعل مهمة مراقبة التسلل معقدة وتتطلب كثيرا من الحرص والمناورة والقدرة على التمييز. الأمر الذي يجعل الحرب في غاية الصعوبة على رجال الأمن السعودي ومع ذلك تحقق أجهزة الأمن السعودية نجاحات كبيرة. فبقدر ما نفخر برجل الأمن السعودي نطرح سؤال كبيرا على شيوخ الفتنة. لماذا دعوات الجهاد الموجهة للعراق وسوريا لا تشمل إسرائيل أيضا. في الأخير يجب ان يعرف دعاة الفتنة أن بكائياتهم على أهل غزة لن تنطلي على أحد.