أبدى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب استنكاره لما يحدث بعدد من البلدان الإسلامية من اقتتال بين المسلمين بعضهم البعض واستحلالهم دماء إخوانهم وأعراض نسائهم، وتحولهم لعبة بيد مخابرات أعدائهم. وقال آل طالب خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام: "شهر رمضان شهر الذكريات والفتوحات والانتصارات يمر بنا والأمة مثقلة بالآلام مثخنة بالجراح، والمسلمون اليوم أكثر ما كانوا حملا للسلاح وبذلا للأرواح لكن على بعضهم، فالصائم يقتل صائما، والمصليان يقتتلان وكل منهما يريد الفردوس بدم صاحبه في مشهد فوضوي يجعلنا نشهد موسما للانكسارات والانتكاسات". وتابع: "تطيف بنا ذكرى معركة بدر، وكثير من بلاد المسلمين اليوم بها احتراب، وبأيدي كثير منهم أسلحة وحراب، وعلى رغم احتلال بعض ديارهم وتشتيت أهلها إلا أن السلاح موجه لإخوانهم، وتحول معنى التحرير عند بعضهم إلى استلاب أرض إخوانهم المسلمين، وصار القتل عند كثيرين منهم تسلية ومتعة وفي أحوال منه لأسباب لا تستدعي العتب ولو باللسان". وأضاف: "كما ألبسوا جريمة انتهاك الأعراض لباس السبي، والمسبيات هن نساء مسلمات من ذرية مسلمين في هوس مجنون يستبيحون ذلك باسم الله وشرعه، وهم الذين أساؤوا للدين على نحو عجز أعداؤه أن يبلغوه، وانمحت الإنسانية من صدورهم، ولعبت بهم مخابرات العدو لعبتها ووجدت في خواء عقولهم من العلم والبصيرة بغيتها ونصبت عليهم شياطين في هيئة شيوخ يفتونهم ليس بجهل فحسب إنما بتضليل متعمد". ولفت إلى أن كيانا يريد أن يقوم على خفر العهود واستحلال الدماء المعصومة والغدر بإخوانهم وحماية الظالم لهو كيان مهتوك الستر مفضوح الهدف، مشيرا إلى أن المملكة طالها شررا من تلك الشرور آخرها ما حدث في جنوب المملكة من حمل بغاة للسلاح والخروج على جماعة المسلمين وقتل الأنفس المعصومة في نهار رمضان فخسروا الدين والدنيا وباعوا أوطانهم وأحدثوا حدثا عظيما في شهر فضيل وفجروا في بلاد أهلها صائمون وأزهقوا أنفسا صائمة حارسة للمسلمين.