بين مواجهة الغرق في قاع البحر ومطاردة سمكة القرش، ومسدس مصوب نحو رأسك .. تتسابق فضائيات عربية خلال شهر رمضان الكريم على فرض سيطرتها على المشاهد وجذبه نحو متابعتها، من خلال برامج المقالب التي أصبحت سمة مميزة لكل فضائية فهذه النوعية تتصدر أعلى نسب المشاهدة في الشهر الفضيل بلا منازع، رغم كل الشواهد التي تكشف أن هذه المقالب يتم التنسيق فيها بين مقدم البرنامج وضيوفه، والذي من المفترض أنهم ليسوا على علم بالمقلب المدبر لهم. وتستحوذ هذه البرامج بلا شك على قطاع ليس بالقليل من الجمهور المدافع عنها بضراوة بسبب الجرعة الكوميدية الخفيفة التي تقدمها. على النقيض تجد الكثير من الجمهور العربي لا يتقبل تلك النوعية بل ويطلق عليها إسفاف واصطناع واستظراف. مسميات كثيرة ولكنها تُعبر عن واقع تلك البرامج التي يشك عامة الناس حتى البسيط منهم في مصداقيتها. طائرة مروحية في أحد مشاهد برنامج" رامز قرش البحر" وتطرق الإعلامي عمرو أديب من خلال برنامجه القاهرة اليوم إلى أن بعض تلك المشاهد لا يمكن تصديقها، حين ألمح إلى الأحداث غير المنطقية والتي تتم في برنامج الفنان رامز جلال "رامز قرش البحر" والذي يعرض علي فضائية mbc مصر ومنها ما شاهدناه ومر على كثير من المشاهدين مرور الكرام في حلقة الفنانة رانيا محمود ياسين فالموقف تطلب إيهامها بالغرق هي وزوجها الفنان محمد رياض لكن ما حدث هو استعراض وليس محاولة نجاة فالفنانة تمسك بالنظارة الشمسية في لحظة من المفترض أنها فارقة، وكذلك مصور البرنامج الذي يتواجد معهم على متن اليخت الغارق وتعرضه للموقف نفسه فهل يتطلب منه الأمر الإمساك بالكاميرا وتصوير ما يحدث برصانة أم يقاوم الغرق هو الآخر؟! وتعد تلك بعض النواقص التي لم يهتم بها البرنامج أو حاول تجاهلها وذكرها عمرو أديب في برنامجه مختتما كلامه أن البرنامج لطيف ورامز جلال دمه خفيف وهذا ما يبحث عنه الجمهور والفنانون معا، مقلب كوميدي ظريف للمشاهدين ومكسب مادي وربح للضيوف. كما صرح الفنان باسم سمرة خلال حديثة لبرنامج "ليلة" على فضائية النهار قائلاً: "لا أحب الظهور في برامج المقالب"، مبينًا أن المسؤولين يخبرونهم بالتفاصيل، وبرنامج رامز بالتحديد يخبر ضيوفه بذلك والدليل أنهم عرضوا عليه المشاركة العام الماضي ورفض. وأضاف "الفنانون يقبلون الظهور في مثل هذه البرامج من أجل المقابل المادي المغري". هذا ما يضع الفنانة آثار الحكيم في موقف لا تحسد عليه بعد الشو الإعلامي الذي افتعلته حيث قامت بمقاضاة فريق برنامج رامز واتهمتهم بالتحرش بها وطالبت بتعويض يصل إلى مليون جنيه بعد أن صرحت لكثير من وسائل الإعلام أنها لم تكن على علم بما سيحدث لها وأنهم استغلوها وأرهقوها جسديا ونفسيا، هذا ما يضعنا نحن المشاهدين في حيرة من أمرنا نصدق الاعتراف العلني أم المشكلة التي وصلت لساحات المحاكم! وفي النهاية الرابح الوحيد هو المُنتج فكل ما يحدث سواء تعليقات سلبية أو إيجابية يصب في مصلحة البرنامج الذي يتصدر الآن أعلى نسب المشاهد علي فضائية mbc مصر بعد أن كان حصريا علي فضائية الحياة بنسخه المختلفة لسنوات متتالية. وكان قد ترك الفنان رامز جلال قناته الأم "الحياة" والتي شهدت نجاحاته ليلحق بمديرها السابق محمد عبد المتعال، الذي أصبح الآن مديرmbc مصر، والذي بدوره جذب الكثير من نجوم القناة لينتقلوا معه في إدارته الجديدة، ومن أبرز تلك الأسماء الإعلامي شريف عامر الذي أصبح نجم القناة بلا منازع. الفنان محمد فؤاد في برنامج» فؤش في المعسكر» ولكي تُعوض قناة الحياة ما ألم بها من خسارة مادية بعد أن تركها الفنان رامز جلال والتي افتقدته في رمضان هذا العام حاولت سريعا تفادي النقص الذي حدث بالاستعانة بالمطرب محمد فؤاد لتقديم برنامج "فؤش في المعسكر" النسخة التايواني من برنامج رامز، فما يتم خلال الحلقات هو استنساخ لا محالة بالأسلوب نفسه، بل والضيوف كما هم لا يتغيرون. ما يتغير فقط هو "لوجو القناة"، وبضغطة علي زر الريموت نجد نشوى مصطفى، نذهب هناك نجد مي سليم، هاني رمزي، نجلاء بدر، مايا دياب. والجديد هذا العام الإعلامي جورج قرداحي الذي صرح أنه قام بضرب رامز جلال بعد علمه بالمقلب المزعوم، لكن السؤال هل نجح فؤاد؟ لم ينجح بدليل تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي التي تنهال يوميا على البرنامج, ورفضهم لأن يتحول مطرب عاطفي لفنان كوميدي في أيام معدودة فالمعروف أن الفنان محمد فؤاد مرهف الحس ولكن على نطاق الأغنية فقط أما خفه الدم في أفلامه فلا تتعدى الإفيه، ولكن أن يحمل على كتفيه برنامجا المفترض أن يقدم وجبه خفيفة تتطلب الخفة أيضا هذا ما لم يتوافر في فؤاد فلا توجد خفة ظل ولا خفة وزن، كل هذه عوامل للنجاح لم تكن حليفة لفؤاد كما كانت لرامز على الرغم مما يتعرض له رامز من إهانات وألفاظ بذيئة وأحيانا كثيرة ضرب مبرح والأكثر هو إشهار السلاح مثلما فعل الفنان أحمد السقا في حلقته ولكنه يتخطى ذلك ويبتكر فكرة لبرنامجه ويقدمها لجمهوره. وكذلك فإن رامز جلال لم تكن فكرته هذا العام خاصة به وبفريق عمله بعد أن تقدم أحد الأشخاص ببلاغ ضده ومنتج برنامجه يتهمهم بسرقته واقتباس حقوق الملكية لفكرة برنامج يحمل اسم "رامز أمير البحار" سبق وعرضها عليهم في قناة الحياة قبل انتقال فريق العمل لـ mbc مصر وتنفيذ الفكرة لمصلحتهم. وتأتي الإعلامية ريهام سعيد لتكمل مثلث المقالب بعد أن قدمت برنامجها قلبك أبيض وهو برنامج مقالب يتصف بالركاكة والبعد عن الواقعية صمم خصوصا لتلميع الإعلامية المصرية ففكرته غريبة وما يحدث هو ضحك على عقول المشاهد البسيط والاستهزاء به, إلى متى ستظل هذه البرامج متسيدة ومحملة بكثير من الاستظراف والاستنساخ الأعمى والأفكار المستوردة الرديئة. ولهذا طالبت نقابتا المهن التمثيلية والسينمائية في مصر جميع أعضائها بمقاطعة البرامج التي تستهدف الترويع والتخويف والتي لا تمت للفن بصلة، وأصدرت بيانا جاء فيه "إن نقابة المهن التمثيلية ونقابة المهن السينمائية وهما يدركان الدور الأصيل في الدفاع عن حرية الرأي والفكر والإبداع وعن حقوق أعضائها لدي الغير فلابد لهما من نشر الرسالة الفنية والثقافية بما يسهم في نشر الوعي وتنوير المجتمع ولذلك لازما علينا أن ننقي المجال الفني مما علق به من أعمال بعيدة عن الفن والإبداع ولا تمت للفن بصلة وخصوصا تلك البرامج التي تعتمد على الترويع وإيقاع الأذى النفسي والأدبي بضيوفها من الفنانين من دون حساب لرد فعلهم الذي يسيئ بالفنان بشكل خاص وللمهنة بشكل عام".