الرياض فهد الحمود عاودت أسعار الخضراوات الارتفاع من جديد، بعد تراجعها جزئياً عقب شهر رمضان الماضي، وكشفت جولة قامت بها «الشرق» عن زيادة كبيرة في الأسعار. وقال غالب عبدالواحد (بائع خضار): «بدأ الارتفاع من شهر رمضان الماضي، حيث تجاوزت نسبته 60% فأكثر للخضراوات، ووصل سعر الطماطم البلدية في سوق الجملة خمسين ريالاً بعد أن كان سعرها قبل شهر رمضان في سوق الجملة بين 15 و20 ريالاً، ووصل سعر كرتونة البامية إلى 180 ريالاً، بعد أن كانت ثمانين ريالاً فقط، وارتفع سعر الخيار إلى مائة ريال للكرتونة، بعد أن كان السعر لا يزيد على ستين ريالاً. وأرجع عبدالواحد سبب الارتفاع إلى أحداث سوريا، ووصول الخضراوات التركية متأخرة، وغالباً ما تكون فاسدة. ويقول فضل الجعفري بائع الخضار في أحد المحلات: «شهد السوق ارتفاعاً في أسعار الخضراوات بعد رمضان، ومن ثم انخفض أسبوعاً، وعاد الارتفاع من جديد، وأعتقد أن سبب الارتفاع يعود إلى انقطاع الخضراوات السورية، والبديل كان التركي الذي يُعد أغلى منها ويأتي متأخراً. ويضيف: «ليس بيدي التحكم في الأسعار، حيث أحصل على السلع من سوق الجملة، وأضيف على كل كيس أو كرتون خضار ريالاً أو ريالين كمكسب». فيما يقول عبدالمجيد المسعودي (بائع خضار): في السابق كانت الخضراوات تأتي إلينا من سوريا ومصر والأردن، أما الآن فتأتي إلينا من تركيا، وتكون مرتفعة، ونحن كبائعين لا نمتلك التحكم في السعر الذي وصل إلى 75%». ويضيف: «نعاني من ردة فعل الزبائن بسبب ارتفاع الأسعار، فنجد منهم من يقول لنا: أنتم لصوص ونصابون، ولا يعلمون أن مكسبي لا يتجاوز ريالاً أو ريالين في الكيس أو الكرتون». وقال المستشار المالي لإحدى الشركات الزراعية الدكتور عبدالله باعشن، إن السعر لأي سلعة كانت تتحكم فيه عوامل كثيرة، منها عامل الندرة، خصوصاً أن السعودية دولة مستوردة للمواد الغذائية، وعدم توفر السلعة أو توفرها بكميات محدودة يرفع أسعارها بنسبة خارجة عن حدود المنطق، وهناك عامل الأحداث السياسية، فإذا وقعت في منطقة ما أحداث سياسية معينة سيؤثر حتماً على السلعة وارتفاعها، وهناك عنصر النقل الذي يزيد من ارتفاع أسعار السلع، وكذلك التأمين على النقل وارتفاعه في منطقة الشرق الأوسط هذه الفترة». ويواصل: «من أسباب الارتفاع مجيء المواسم، مثل رمضان والعودة للمدارس، التي ترتفع فيها أسعار المواد الغذائية لكثرة الطلب وقلة العرض». وقال: «ارتفاع الأسعار يعود لعدة أسباب، منها الندرة في الإنتاج المحلي والأسباب السياسية، وكذلك الموسم الذي يُعتبر من أكثر المواسم ارتفاعاً على طلب المواد الغذائية». وحول استغلال التجار فرصة المواسم، أضاف باعشن قائلاً: «التاجر دائماً (شاطر)، وهو يبحث عن الربح، ويجب أن تكون هناك أنظمة تراقب هذا الارتفاع، وألا تكون هناك بيئة تعزِّز هذا الاحتكار، ويجب مع الأحداث السياسية الساخنة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، زيادة الرقيب، ووضع اتفاقيات لضبط الأسعار».