أكد مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ- أن هناك حملات صليبية لتشتيت الأمة وإضعاف كيانها، ولطمس معالم الدين من قلوب الناس. وقال آل الشيخ، خلال لقائه عددًا من دعاة قارة إفريقيا المشاركين في الملتقى الثالث والعشرين للجنة الدعوة في إفريقيا تحت عنوان (الحوار)، بمكتبه، الثلاثاء (8 يوليو 2014): "تتعرض القارة الإفريقية -كسائر دول الإسلام- لمحن وحملات منظمة الهدف، كإقصاء المسلمين فيها وإبعادهم عن دينهم وتشكيكهم فيه والطعن فيه". ودعا الجميع إلى تقوى الله عز وجل والتعاون والتناصح والتشاور؛ "حتى لا يتمكن الأعداء من المسلمين، وحتى نعالج كل قضية على حسبها". وأضاف : "ما وقع في ساحل العاج من قتل للمسلمين لا بد أن يُنظَر فيه، ومعرفة الأسباب والدواعي التي أدت إليه، وتشخيص العلاج لمكافحة العدوان، وأن يتم إيجاد الحلول وتنشر؛ لعل الله يوفق الجميع لقبولها؛ فالأمة إذا تركت الأمر على ما هو عليه، أهلك الأعداءُ المسلمين وقضَوا عليهم، لكن إن كان هناك وعي وانتباه ويقظة، استطاعوا بتوفيق الله أن يخلصوا شعوبهم من هذه الضلالات وهذه الأباطيل، واستطاعوا توحيد الصف وجمع الكلمة على الخير والهدى". وأشار إلى أن دين الإسلام يدعو الجميع إلى التعاون على ما يعود بالفضل على الفرد والجماعة بالخير، مستشهدًا بقول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، وقوله جل في علاه: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الْذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بالصَّبْرِ)، مبينًا أن الله عز وجل استثنى من الخسارة هؤلاء المؤمنين الذين كمَّلوا أنفسهم بالإيمان والعمل الصالح، ثم كمَّلوا غيرهم بدعوتهم إلى الحق والصبر والثبات عليه. وأوضح أن لقاء المسلمين بعضهم مع بعض، يزيد المودة والمحبة، ويقوي التواصل والأخوة بين أفراد المسلمين، مستدلاًّ بقول الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، وبقوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا).