بات رئيس نادي الاتحاد الأسبق المهندس محمد الفايز وأمين الصندوق في مجلس إدارته إيهاب أبوشوشة مهددين بالسجن بعد أن وقعا ضحايا للجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم ووكيل التعاقدات سلطان البلوي بسبب توقيعهما على ثلاثة شيكات بصفتهما الاعتبارية (رئيس للنادي وأمين للصندوق) في ذلك الوقت بتواريخ مؤجلة بمبلغ (تسعة ملايين ريال) عبارة عن حقوق للوكيل لدى نادي الاتحاد. وتفاجأ الفايز وأبوشوشة باتصال يرد إليهما من مركز شرطة الشمالية بمدينة جدة يطلب منهما الحضور، وبالرغم من الحيرة وعلامات الاستفهام التي طغت على تفكيرهما إلا أنه لم يدر بخلد أي منهما (الفايز وأبوشوشة) أكثر من أن يكون في الأمر لبس أو خطأ غير مقصود، إلا أن الأمر لم يكن كذلك بعد أن تم التواصل مع مسؤولي الشرطة واكتشاف وجود شكوى تقدم بها وكيل التعاقدات سلطان البلوي ضدهما بسبب شيكات بدون رصيد وفق ما قدمه من وثائق، وبعد مراجعة الأمر تبين أن الفايز وأبوشوشة وقعا ضحية لعملهما متطوعين في نادي الاتحاد في فترة سابقة قبل أن يستقيل الأول من منصبه ويقال الثاني بقرار من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ضمن أعضاء مجلس إدارة النادي الذين تمت إقالتهم. بداية الحكاية وبعد أن استفاق (الضحيتان) من حالة الهلع والاستغراب بدآ التفكير وتنشيط الذاكرة حول هذه الشيكات التي مضى على تحريرها قرابة العام، وكانت الفاجعة قصة هذه الشيكات التي أعادتهما لحالة الذهول والدهشة مما يتعرضان له بالرغم من ابتعادهما التام عن المشهد الاتحادي. وتعود بداية القصة إلى ما كان (ولايزال) يعانيه نادي الاتحاد من أزمة مالية طاحنة وخلال فترة تسجيل اللاعبين الصيفية قبل بداية الموسم الماضي، وبعد أن قامت الإدارة الاتحادية في ذلك الوقت برئاسة المهندس محمد الفايز بالتفاوض مع الدائنين من لاعبين ووكلاء تعاقدات وغيرهم وجدولة مستحقاتهم ودفع جزء منها كي يقوموا بسحب شكاويهم من لجنة الاحتراف ليتمكنوا من قيد اللاعبين الأجانب والمحليين الذين تعاقدوا معهم، وبعد أن أنهوا كل الشكاوى تبقت مستحقات الوكيل سلطان البلوي وهي محور القضية التي تم استدعاؤهم بسببها حاليا. فشل التنازل وباءت كل المحاولات مع سلطان البلوي لسحب شكواه بالفشل، وأصر على استلام مستحقاته المالية كاملة والتي كـــانت الإدارة الاتحادية قد شــككت في صحـــتها وطالبت من لجنة الاحتراف النظر فيها، وأسقط في يد الإدارة الاتحادية بسبب عدم قدرتهم على دفع المبلغ (تسعة ملايين ريال) وكادوا أن يصرفوا النظر عن تسجيل اللاعبين وإلغاء جميع التعاقدات التي أجروها إلا أن بابا للفرج فتح أمامهم وظنوا أنه سيكون المنقذ لهم مما هم فيه، ولكنهم اكتشفوا (البارحة فقط) أن هذا الباب سيكون شرا عليهم من حيث لايعلمون. خطاب الاحتراف وصل خطاب إلى النادي مرسل من قبل لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم برئاســـة الدكــتور عبدالله البرقان ومذيل بتوقيع الأمين العام للاتــــحاد السعودي لكرة القدم أحمد الخميس يقول بأن اللجنة وصلها خطاب من الوكيل سلطان البلوي يفيد بموافقته على تأجيل صرف مستحقاته المالية الثابتة بموجب شيكات وفق تواريخ زمنية حسب ما تضمنه خطابه، ولكي يتمكن النادي من تســـجيل لاعبـــيه الجدد السعوديين وغير السعــوديــين قبل انتهاء فترة التسجيل المحددة بيوم الأربعاء الموافق 11ـ9ـ2013م ينبـــغي تـزويد اللجنة بعدد 3 شيكات التي اقترحها وكيل اللاعبين سلطان البلوي الخاصة بمستحقاته المالية المترتبة على النادي. وأرفقت اللجنة مع خطابها صورة من الخطاب الذي أرسله البلوي بتاريخ 6ـ9ـ2013م متضمنا اقتراحه الذي يشتمل على موافقته بتأجيل مستحقاته المالية وتقسيمها إلى ثلاثة شيكات الأول بمبلغ أربعة ملايين وتسعمائة وسبعة وثمانون ألفاً ومائة ريال تدفع في موعد 25ـ9ـ2013م بموجب شيك صادر من نادي الاتحاد يتم تسليمه لي بمعرفة لجنة الاحتراف فور الموافقة على هذا المقترح، والشيك الثاني بنفس المبلغ وتاريخ السداد، والشيك الثالث بمبلغ ثلاثة ملايين ومائة وثمانون ألف ريال تدفع في تاريخ 25ـ11ـ2013م بموجب شيك صادر من نادي الاتحاد. شرط البلوي وجاء في الفقرة الرابعة والأخيرة من خطاب سلطان البلوي بأنه في حال موافقة لجنة الاحتراف ونادي الاتحاد على هذا المقترح يتم تسليمي فورا الشيكات المذكورة أعلاه على أن تضمن لجنة الاحتراف صرف هذه المبالغ في موعدها المحدد دون تأخير أو خصمها من مستحقات النادي لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم. وفرحت الإدارة الاتحادية بخطاب لجنة الاحتراف واعتبرته المنقذ لهم من تلك الورطة وقامت بكتابة الشيكات ووقعها الرئيس محمد الفايز وأمين الصندوق إيهاب أبوشوشة وتم بتسليمها لمندوب لجنة الاحتراف ماجد المالكي الذي وقع على استلامه أصل الشيكات الثلاثة. إلى هنا تنتهي حدود معرفة الفايز وأبوشوشة بأمر هذه الشيكات، أما ما تلى ذلك من أسئلة كثيرة حول الكيفية التي جعلت الشيكات تقطع مسافة تتجاوز الألف كيلو متر هي قياس طول الطريق بين أدراج لجنة الاحتراف في مدينة الرياض ومكتب وكيل التعاقدات سلطان البلوي في مدينة جدة ليرفع بها دعوى شيكات بدون رصيد ضد محرريها. لم تحسم والسؤال الأهم أيضا يدور حول قيام لجنة الاحتراف بإيداع مستحقات الاتحاد المالية في حساب النادي طيلة الموسم الماضي دون خصم قيمة تلك الشيكات وإعطاء ذوي الحقوق أموالهم والرابط بين كون الرئيس الحالي للنادي إبراهيم البلوي (المنتخب) هو شقيق الوكيل سلطان البلوي وبصفته منتخبا فقد وافق على المركز المالي الذي تم اعتماده في الجمعية العمومية للنادي التي انتخب فيها رئيسا، ووفقاً للائحة الموحدة للأندية السعودية فإن أي مستحقات مالية على النادي تصبح من مسؤوليته وربط ذلك بتقديم الوكيل لشكواه خارج المنظومة الرياضية وتجاهل ضمان لجنة الاحتراف لحقوقه طبقا للخطاب المرسل لنادي الاتحاد. وأخيرا ماهو الرابط بين توقيت الشكوى وقبول دعوى أعضاء الإدارة المقالين ضد الرئاسة العامة لرعاية الشباب في ديوان المظالم والمساومة بين أمرين أحلاهما مر، كل هذه الأسئلة ستظل مطروحة للنقاش لحين الانتهاء من التحقيق الذي بدأته الجهات المختصة بعد أن باتت المحاكم وأقسام الشرط ودواوين القضاء هي المكان الذي تحل فيه المشاكل الاتحادية في تفرد جديد لأهل بيت عميد الأندية السعودية.