تواصلت اجتماعات الأمانة العامة للائتلاف الوطني السوري لليوم الثالث على التوالي، وسط حالة من غياب الاتفاق على رئيس توافقي يخلف أحمد الجربا. وبعد أن كان أمين سر الائتلاف هادي البحرة الرجل الأوفر حظا في الوصول إلى رئاسة الائتلاف، اختلطت الأوراق وظهرت أصوات أخرى رافضة لرئاسة البحرة، فيما بدأت التجاذبات بين مؤيد ورافض لرئاسة موفق نيربية ممثل الائتلاف في الاتحاد الأوروبي. وفي موقف لافت، قال نيربية في رسالة إلى أعضاء الائتلاف إنه قبل الترشح، على أساس التوافق، على برامج عمل وإصلاح نعمل عليها ونتحالف انطلاقا منها، وعلى قيود مسبقة، على كل من يترشح أو يقود، تضمن عدم تسلط أي طرف أو شخص على الكل، وذلك من خلال «أنظمة تُلزمني أنا وكل من يقبلها وكل من يترشح. على أن يتم الاتفاق على هذه الضوابط قبل الانتخاب، فليس شخص الفائز بأهمية الضوابط التي تصبح المقياس والضمانة». وفي هذا الإطار كشف القيادي في الائتلاف السوري المعارض سمير نشار أمس، أن تدخلات خارجية تعقد مهمة اختيار رئيس للائتلاف. وقال إن التداول قائم بين أعضاء الهيئة العامة للائتلاف حول اختيار هيئة رئاسية جديدة، وهناك مسعى للتوصل إلى صيغة توافقية. وأشار إلى أن هناك ضغوطا خارجية كبيرة في محاولة لإنضاج التسوية القائمة على «المحاصصة»، مقابل اعتراضات واسعة داخل الائتلاف على محاولة مصادرة القرار السوري. ويعاني الائتلاف من انقسامات عميقة في صفوفه بسبب اختلاف الولاءات والصراع على السلطة، التي ساهمت، بالإضافة إلى نقص الدعم المطلوب بالسلاح لإيجاد توازن على الأرض مقابل قوات النظام، في التشكيك بمصداقيته.