أنصح قرائي باقتناء كتاب (أسس علم نفس النجاح) لمؤلف غير مشهور هو (براين تريسي) وقام الأستاذ الجامعي (عبد اللطيف خياط) بترجمته مشكورا، وأصله 6 أشرطة يمكن سماعها، أحتفظ بنسخة منها في سيارتي للسماع، كما أن الأستاذ الفاضل (براء الأميري) نشر أفكار الرجل على شكل سلسلة في كتاب (المعرفة السعودية) على ما أذكر. يذكر تريسي مزايا وصفات للإنسان الناجح في الحياة، ويقول إنهم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين، ولا يتجاوز عددهم في المجتمع في العادة أكثر من 5%. وبقية الناس بين غافل وشارد ونائم وشاخر ومتشائم وحاقد ومتذمر ولاعن ومحبط. مع وجود مخارج لكل مصيبة، ومشكلة المشكلات ليست فيها، ولكن هو العقل وموقف الإنسان من المشكلات. أنا شخصيا كتبت 28 قانونا لمواجهة مشكلات الحياة أولها كل مشكلة لها حل، عرفها من عرفها، وجهلها من جهل؛ فمن عقل وفهم انزاحت كل غمامة عن عينيه فرأى العالم مختلفا. كنت البارحة أرى برنامجا تلفزيونيا عن مسلسل مغربي يومي يستعرضون فيه المصائب الاجتماعية وحلولها القانونية عن رجل قتل زوجته بالمهراس والخنق فتعجبت، وأنا أسبح في جنة من جنان الله في رمضان في مدينة الجديدة في المغرب، حيث المطر يغسل، والهواء البارد ينعش، مذكرا بجو الجنة لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا، وأقول دوما للمغاربة أنتم في جنة من جنان الله، ولكن العادة أم البلادة والغفلة؟ فيجيبون نحن نعرف؟. مع ذلك يهرب الشباب للعمل من كل مدينة خريبجة والناضور وأحفير والسعيدية ووجدة إلى فرنسا وإسبانيا وألمانيا وبلجيكا والنرويج، كما تطير البنات بالزيجات المختلطة إلى كندا وأمريكا والسويد وبلاد الفستق والواق واق. هنا تذكرت قصة من جنوب إفريقيا رواها براين تريسي في كتابه (أسس علم نفس النجاح)، أن رجلا فقيرا لا يملك سوى أرض تناثرت فيها حجارة سوداء، سمع عن ثروات عثر عليها بعضٌهم في مناجم الألماس؛ فباع حقله الأسود هربا من الحياة السوداء الكالحة، وعذرا من الإخوة السود؛ فأنا لست عنصريا؛ باع الرجل وذهب ليضرب في الأرض؛ عسى أن يفك ضيقه، ويهرب من فقره؛ ففشل فانتحر بإلقاء نفسه من شاهق، كما فعل المغربي بقتل زوجته بالضرب والخنق؛ وجاء من اشترى حقله برخص. يقول تريسي: العجيب أن الرجل الجديد الذي اشترى هذه الأرض المليئة بالحجارة السوداء انتبه إلى أن الأرض فيها حجارة يلمع طرفها فأخذ حجارة وقلبها ثم حكها ليكتشف أنها تلمع على نحو غير عادي؟ هل تعلمون ماذا اكتشف في النهاية؟ أعظم حقل ألماس في العالم؟ كل الحجارة السوداء تحت أقدام الرجل الأسود الهارب المحبط كانت حجارة ألماس؟ تحتاج فقط من يكتشفها، وقادها القدر لرجل لم يخطر على باله أنه سيصبح من أثرياء العالم من إحباط وتعاسة رجل آخر. فهل يستفيد المغاربة وغيرهم من هذا الدرس فلا يهرب مواطن من أرضه والرزق تحت رجليه كل ما يحتاجه الاكتشاف فقط. وهو درس لكل العرب.