×
محافظة حائل

يستهدف التعريف في المواقع الأثرية والسياحية بمنطقة حائل إطلاق أول برامج تعاون بين منظمي الرحلات السياحية في الإمارات والمملكة

صورة الخبر

الكارثة تحل على مرحلتين او أكثر. لا يرى كثير من الناس منها إلا المرحلة الاخيرة. نسمع أن جسرا انهار في البلد الفلاني. هذا الانهيار لم يتم في اللحظة التي حدث فيها. ثمة مراحل كاملة سبقته. الخطوة الأولى بدأت ربما مع انشائه او مع استخدامه السيئ أو مع إهمال صيانته.. الخ. تتذكرون صهريج الغاز الذي تسرب وسبب كارثة من اكبر الكوارث التي مرت على مدينة الرياض. بعد التسرب والانفجار سمعنا عن المشاكل الجذرية التي تعاني منها صناعة نقل المواد الخطرة. كارثة التسرب لم تكن وليدة اللحظة التي حدثت فيها بل سبقتها خطوات ومراحل أي تم انشاؤها ببطء وترو.. في كل مجال من مجالات الحياة هناك كارثة تنتظر عند واحدة من منعطفات الطريق يمكن تفاديها إذا ازلنا قواعدها التي تنهض عليها. نتحدث اليوم عن مجموعة من المشاكل. مشكلة الطاقة. مشكلة المياه ومشكلة التلوث البيئي ومشكلة الطائفية الخ. كل مشكلة في داخلها كارثة لكن التكيف مع المشكلة والتعود عليها يجعلنا لا نرى ما بداخلها. إذا طلب مني أن ارشح اهم مشكلة يمكن أن تتحول إلى كارثة قاتلة فسوف أشير إلى مشكلة المياه. الشيء المثير للاستغراب أن سكان المملكة جاؤوا من تراث طويل من شح المياه. يفترض أن ترتفع درجة احترام الماء إلى مستوى القدسية الدنيوية. تاريخ من التقاتل على الماء والهلاك بالظمأ والهجرة بسبب الجفاف ومع ذلك لم ينعكس هذا على سلوك الناس عند التعامل مع الماء. مع الأسف بقي ارخص شيء في البلد واكثر الأشياء عرضة للابتذال. لا ينافسه سوى البنزين. هذان العنصران أثمن الأشياء في عصرنا الحاضر وتنذر ندرتهما بالحروب ولا احد يهتم . عندما تقرأ ما كتب عن المياه في الصحف السعودية على مدى اشهر لا تحس أن هناك اهتماما حقيقيا بمشكلة المياه. بتأمل بسيط في كتابات افضل الكتاب سترى أنها مشغولة بقضايا سياسية او فكرية أو أطراف قضايا. لا شك أن القضايا المطروحة مهمة وخطيرة ولكن مشكلة المياه قضية موت وحياه وعندما تحل الكارثة الناشئة عنها لا يمكن التغلب عليها أو مقاومتها. لا اعرف بالضبط ما يمكن أن يحدث ولكن ما اعرفه ويعرفه الجميع ان الماء في المملكة مشكلة خطيرة. سهولة الحصول عليه اليوم جعلت الناس تفقد حس الماء الموروث. راقب تعامل الناس مع الماء ستشعر ان هناك انتقاما من الماء. لا يوجد ادنى حس بنعمة الله. عندما كنا صغارا إذا سقطت قطعة خبز على الأرض نلتقطها ونقبلها ونضعها على الجبين من باب الاحترام والتقدير. لا اعرف لمَ لم ينشأ شيء من هذا التقديس للماء؟ شاهدت مرة رجلا فتح صنبور الماء وتركه يتدفق قبل أن يطوي ثوبه عن ذرعانه ويكون مستعدا للوضوء. كثير من السواقين يفتح اللي ويترك الماء يصب على سطح السيارة دون انتباه. الماء لا قيمة له في ثقافتنا المعاصرة. تغيب اأهميته عن المثقفين وكتاب الصحف وحتى عن المسؤولين مع الأسف..