×
محافظة المنطقة الشرقية

المحمدي: نقل الكفالة دون موافقة صاحب العمل تهدد المنشآت الصغيرة

صورة الخبر

رمضان أقبل.. فاستعدُّوا واستَبِقوا.. رمضان جاءنا.. ليجمعنا.. فهو الهدية من رب العباد لعباده.. فيه تأتلف القلوب وتجتمع على الخير والبر والتقوى، فهو رحمة للذين يشهدونه ويغتنمونه موسماً لطاعة الله والإقبال على موائد خيراته ومكرماته. رمضان يجمعنا حقاً.. بما تحمله هذه العبارة من معانٍ ومضامين جميلة، يجمعنا على غير ما تروِّج له الفضائيات من برامجها الدرامية في مهرجان عامر بمسلسلاتها، تلك التي لا يحلو لها إلا أن يكون رمضان موسماً للسباق التليفزيوني، فأغلب الفضائيات العربية مع الأسف تحشد كل ما لديها من إغراءات ومشوِّقات، لتصرف الناس عن المعاني السامية لشهر رمضان، كموسم للدراما والفكاهة، وكأن العام كله بشهوره الاثني عشر، لا يصلح لعرض الدراما إلا في رمضان فيجمعون الناس عليها، بهدف صرف الناس عن عباداتهم وما يقربهم ويجمعهم على الخير، في موسم روحي تصفو فيه القلوب.. وتسمو فيه النفس. أهلا بشهر التقى والجود والكرم/ شهر الصيام رفيع القدر في الأممِ/ أقبلت في حلة حفَّ البهاءُ بها / ومن ضيائك غابت بصمة الظُّلَمِ/ أهلاً بصومعة العباد مذ بزغت/ شمسٌ ومجمع أهل الفضل والقيَمِ. فعلاً هو رمضان يجمع أهل الفضل والخير، صومعة الفضل لا صومعة اللهو، رمضان حقاً يجمع العباد.. بالعبادات والتقرب إلى الله والتواصل مع الأهل والأحبة والأصدقاء، بتآلف القلوب وصفاء النفوس.. فهل نبخل على شهر من الدهر.. 30 يوماً من 360 يوماً.. نخصصه للعمل الصالح ونشر المحبة والخير بين العباد. فاستقبلوا شهركم يا قوم واستبقوا إلى السعادة والخيرات لا الوزرِ أحيوا لياليه بالأذكار واغتنموا فليلة القدر فيه خير من الدهرِ يصادف رمضان هذا العام مونديال البرازيل، ليكون منافساً على جذب الناس، في سباق محموم مع المسلسلات الفضائية، والفضائيات لن تغامر في عرض أعمال درامية أنفقت عليها مئات ملايين الدولارات لعرضها في أوقات متزامنة مع مباريات الفرق الكبرى المتنافسة التي لها جمهورها وشعبيتها، ووفق ترتيب جدول مباريات كأس العالم، سيكون على الفضائيات ترتيب جدول عرض مسلسلاتها الدرامية، فتكتفي بعرض مسلسل واحد فقط في ساعات الذروة، أو مسلسلين في أحسن الأحوال، بعيداً عن منافسة محسومة لصالح مباريات المونديال في دور الـ 16 أي الدور ربع النهائي، ومباراتين في المربَّع الذهبي، أي نصف النهائي، ومباراة المركز الثالث والرابع، تليها المباراة النهائية، وهي 16 مباراة ستحتلُّ مساحة من ساعات العرض الدرامي الرمضاني، توصف بلغة التسويق التليفزيوني بأنَّها ساعات ذروة المشاهدة. لا مفاجأة هنا بتقاطع سباقي الدراما الرمضانية وكأس العالم. لكنَّ الجديد اليوم هو أن يحتلَّ هذا الأخير ساعات الذروة الجماهيرية، تلك التي عادة ما تشتعل معارك يخوضها منتجو المسلسلات ونجومها الكبار داخل أروقة الفضائيات للاستئثار بها وفرض عرض مسلسلاتهم خلالها. فعذراً رمضان تأتي والناس منصرفة بحثاً عن الدراما والمتعة الكروية.. لا تصدقوني متألم مما ذكرت من أنات وآهاتِ حزني عليك يا رمضان يا شهر التقى والخيراتِ