رغم المتابعة الجيدة من قبل المشاهد للمسلسل الرمضاني خميس بن جمعة والذي يجسد فيه بطله الفنان فايز المالكي شخصيتين إلا أن المبالغة الخارجة عن المعقول كانت سيدة الموقف في حلقة «الله يستر» والتي تضمنت مدى خطورة التلاعب بالتأشيرات وهو موضوع جوهري وهام ولكن تسليط الضوء عليه في المسلسل الكوميدي والتراجيدي قد حاد عن الواقعية في مسألة احتلال الوافدين لمناصب قيادية كبرى مثل كرسي وكيل الوزارة والتي أراد من خلالها المالكي إيصال فكرته للمشاهد وهي أن استمرار انتهاج بعض ضعاف النفوس الذين يقومون ببيع التأشيرات للممنوع من خلال نثر العمالة في البلد بشكل غير نظامي قد يؤدي إلى امتلاك الوافدة للمناصب الحساسة في بعض الدوائر الحكومية وهو الأمر المستبعد تماما كون تلك المناصب القيادية تخضع لضوابط مشددة لابد أن تنطبق على من يتقلدها وأولها السعودة. وفي حلقة «ما لها إلا خميس» طغت الفكاهة على مضامين الحلقة من خلال سذاجة خميس والذي تكبد الديون والإهانات وصولا لتلميع صورته أمام سكان الحي والجيران وإقناعهم أنه «عقيد الحارة» حينما دأب على دفع الألوف لفتوات الحي من أجل أن يتركوا له المجال بإيقاف تجاوزاتهم العنيفة ضد زوجاتهم والتظاهر أمام المجتمع القريب من خميس أنه الوحيد الذي يستطيع دفع الأشرار عنهم بقوته وشجاعته التي سرعان ما تحولت إلى وهم وقناع انكشف أمام رفيق درب خميس المدعو فرج حينما طلب من الأول مشهدا مباشرا يستعرض فيه قوته وفتوته مع زوج أخته فهد والذي استشاط غضبا حينما أهان خميس والده لفظا. وفي مجمل الحلقتين تمكن المالكي من لفت أنظار المشاهدين بين الفكاهة والتراجيديا في حلقات المسلسل الماضية مع حرصه في كل عام على تمييز أعماله الرمضانية ببعض العبارات التي يرددها عدد من الشباب مثل عبارة «مع نفسك» في رمضان الماضي بينما جعل من عبارة «طمبق طمبق» نصيبا وافرا من مسلسله الرمضاني الحالي «خميس بن جمعة».