صدر الأمر الملكي بالعمل على ضمان مكتسبات الدولة خلال هذه الفترة الحرجة التي تعيشها المنطقة. أُعلن التوجيه على كل وسائل الإعلام وتداوله الناس على كل المستويات، وهو لم يأت من فراغ. إن الفترة التي نعيشها اليوم هي أخطر فترة تمر على منطقة الشرق الأوسط، بل إننا نرى ما كنا نقرؤه عن شرق أوسط جديد وإعادة صياغة للمنطقة وتقسيماتها السياسية رأي العين اليوم. أصبح بعض سياسيي المنطقة السلاح الفتاك الذي يؤسس للشرق الأوسط المقسم المتحلل الجديد. رجل يرى أن وجوده سيؤدي إلى تقسيم دولته، ومع ذلك يصر على البقاء في المنصب. أي إنه يرى أن بقاءه أهم من بقاء الدولة بكل مكوناتها. آخرون ينساقون وراء الخطة المرسومة وكأنهم يطبقون نظرية القطيع، فيحاولون أن يدمروا الدولة على مبدأ إن لم أحكم فلن يحكم أحد. يسهم مواطنون في خطة ماحقة إن تحولت إلى واقع، فلن يسلم من خطرها أحد. منهم من وقف على المنابر والشاشات ليصرخ ويهدد ويتوعد ويستغيث ويحرض صغارنا على أمهاتهم وآبائهم ومجتمعاتهم ودولهم، ليوجد بذرة الإرهاب مستغلا حماسة الشباب. يأتي المغرر به شابا متحمسا يريد أن يغير العالم في لحظة، ليستقبله آخرون ساروا على نفس النهج حتى أصبحوا غير قادرين على العودة عن طريق الإرهاب لأن أيديهم تلطخت بالدماء. هؤلاء كانوا في الأساس شبابا متحمسين انطلقوا في طريق مهلك فانتهكوا المال والدم والعرض، فلم يكن أمامهم من خيار سوى أن يتحولوا إلى دعاة على باب الجريمة المنظمة العالمية بالتغرير بغيرهم، وهكذا تستمر عجلة الإرهاب الدولي. يأتي في آخر المطاف من يتاجر بالشباب ويشجعهم على تمزيق جوازات سفرهم ودوس بطاقات هوياتهم ليصبحوا أدوات في عالم الإرهاب، ويبيعهم لأعلى سعر. إن الفهم الأعمق لمحتويات الأمر الكريم بحماية المكتسبات يستدعي أن نقف جميعا صفا واحدا في مواجهة كل هؤلاء الأشخاص وأفعالهم ودعواتهم وتوجهاتهم التي هدفها تدمير هذه الدولة المسلمة. نحن مطالبون بالتبليغ عن أي تحرك أو خطاب أو عمل مشبوه. هذا الجهد يتكامل مع جهود الدولة، وهو الوسيلة الوحيدة لحماية الوطن من مغامرات شبيهة أو أكثر خطرا من الهجوم الإرهابي على منفذ الوديعة.