×
محافظة المنطقة الشرقية

«ينبع الصناعية» ضخت كوادر عالية التأهيل لسوق العمل

صورة الخبر

وصلني موضوع على الواتس آب، وكان بقلم الكاتبة نجلاء أحمد الظهار، وقد أثار الموضوع إعجابي، ليس لأنَّه بقلم أختي، بل لما لمست فيه من صدق الكلمة، النابع من تجربة عميقة مع الحياة، كان الموضوع يتحدَّث عن تربية آبائنا وأمهاتنا، وما تتصف به من ذكاء وحنكة، متمثلة في استخدامهم لكلمة "عيب" التي كان لها مغزى ديني واجتماعي وتربوي، ظهرت آثاره الطيبة في تنشئة الأجيال، فأرسلت الكاتبة تحياتها العطرة لكلمة "عيب" قائلة: تحياتي لكلمة "عيب"، تلك الكلمة القائدة الرائدة في زمن الآباء والأجداد، فحكمت العلاقات بالذَّوق، ومن ثم وضعت حجر الأساس لأصول التربية السليمة. تحياتي لتلك الكلمة التي عرفناها من أفواه الأمهات والآباء، وتقبّلناها بحُبٍّ، وتعلمنا أنَّها ما قيلت إلاَّ لتعديل سلوكنا، فكانت مدرسة مختزلة في أحرف. تحياتي لأكاديمية "عيب" التي أخرجت زوجات صابرات، صنعن مجتمعات الذوق والاحترام، وتخرّج فيها رجال بمعنى الكلمة، كانوا قادة في الشهامة والنشامة. وتستمر الكاتبة في مغازلة كلمة "عيب" قائلة: بحروفك يا كلمة "عيب" قدَّر الكبير الصغير، احترمنا الجار، وتداولنا صلة الأرحام بمحبة، كان الأب يقف ويقول: "عيب" عمَّك، خالك، سَلّم، سامح.... إلخ. إخواننا وأخواتنا الكبار كُنَّا لا نناديهم بأسمائهم مُطلقة، بل نُرفق قبلها لقبًا فيه احترام لأعمارهم التي لم تكن تكبرنا إلاّ بسنوات قليلة، إنَّه "العيب". حروفك يا عزيزتي "عيب" نطق بها آباؤنا ليعلّمونا تعاليم الدين، لنُقِيم أركان الإسلام، ونُؤدِّي الفرائض. كان يُقال للبنت "عيب" لا ترفعي صوتك، "عيب" لا تلبسي كذا.. فتَربَّت البنات على الحِشمة والحِجاب والآداب، وتربَّى الشباب على غضِّ البَصَر، وتَربَّى الصِّغار على "عيب" لا تنقلوا سِرَّ الجار والدَّار. "عيب" كانت منبرًا لخطبة يُردّدها الأهالي بثقافتهم الدينية البسيطة، لم يكونوا خطباء، ولا دعاة، وإنَّما كانت كلمة "عيب" هي كلمتهم لإحياء فضيلة أو ذم رذيلة. كلمة "عيب" ثُرنَا عليها ذات يوم، عندما قُلنا عَلَّمونا العيب قبل الحلال والحرام، فتمرَّدنا عليها ظَنًّا مِنَّا أنَّنا سنُعلِّم الجيل بطريقة أفضل. فنشأ جيلٌ جديدٌ، جيلٌ لم نُفلِح في غَرس كلمة "عيب" ولا شقيقتها الكبرى "حرام" في التفاهم مع سلوكياته، رغم التطوير والتزوير المستمر في العصر والمفاهيم والقِيَم. وتختم الكاتبة مقالها بتحية من القلب لكلمة "عيب"، ولكل الآباء والأجداد والسلف المِعطاء، الذي استطاع أن يجد كلمة واحدة يبني بها أجيالاً تعرف الأدب والاحترام، في الوقت الذي أخفقت فيه محاولاتنا التربوية بكل أبجدياتها المطورة. وبدوري أرسل تحياتي العطرة للكاتبة القديرة ولكلمة "عيب" التربوية العظيمة. هذا هو المقال الذي أعجبني نقلته -بتصرّف قليل- وودتُ أن يطَّلع عليه القرّاء، ليُعِيدوا التفكير في كلمة "عيب"، وإمكانية استخدامها مرة أخرى، لعلها تساعدنا على ترسيخ مبادئنا وقيمنا التي أخذت تذوب مع فنون التربية الحديثة. d.najah-1375@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (49) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain