بصراحة.. صدم الشارع الرياضي وجميع من يتابع دوري جميل خلال الجولتين اللتين لعبتا بتحكيم أسوأ من السيئ بأخطاء مؤثرة وغير متوقعة وأقل ما يقال عنها بأنها تنم عن جهل ولا تصدر حتى من أضعف الحكام قدرات. لقد صاحب معظم مباريات الجولتين الماضيتين لغط كبير ونقاش ووجهات نظر اختلف النقاد حتى مقيمي الحكام والحكام السابقين اختلفوا من حيث صحة القرارات، وقد يكون أبرزها البطاقة الحمراء التي أشهرت في وجه اللاعب مختار فلاتة، وكذلك الكارت الأصفر الذي حصل عليه لاعب الاتفاق الذي خرج وهو ينزف دمه بعد اعتداء واضح وصريح من اللاعب نيفيز الذي لم ينل ولو إنذارا شفهيا. وإذا كان هدف نجران في النصر كان الأبرز في الجولة الأولى، إلا أن الجولة الثانية بأحداثها المثيرة قد طمست وغيبت جميع الأخطاء التي حصلت في الجولة الأولى، وإذا ما استمرت هذه الأخطاء غير المقبولة فإن الدوري سيشهد صراعات ولغطا واستفزازات، وقد تصل إلى انسحابات وأمور كوارثية غير متوقعة. وما زاد الطين بلة هو توقف قطار البداية وهذا يقتل متعة الدوري ويبعد اللاعبين عن مستوياتهم ويفقدهم الانسجام، فدائماً التوقف في البداية تكون سلبياته أكثر من إيجابياته ولو كان لهذا التوقف أي دور إيجابي للمنتخب أو الكرة السعودية لكان أمرا مقبولا، ولكن من المؤسف ان المسؤولين يتحججون بالاستعداد وتهيئة اللاعبين المنظمين للمنتخب للقاء المنتخب العراقي المنتظر في 15 أكتوبر القادم، ولكن ما يؤسفني وأنا واثق مما أقول بأن التشكيلة لن تستمر، وقد تشاهدون لاعبين مختلفين وغير الموجودين حالياً في اللقاء القادم للمنتخب وجميع هذه الأحداث والقرارات لا تصب أبداً في صالح الكرة ولا في مسيرة الدوري الذي يعتبر الشريان الحي لأي كرة في أي بلد في العالم. الاتحاد يدعو للشفقة لا أعتقد أن نادياً من الأندية السعودية قد مرت عليه الظروف والمشاكل التي يعيشها نادي الاتحاد والذي أصبحت مشاكله متعددة ومتتالية في ظل إدارة لا تملك الحلول، وليس لها المقدرة في إيجاد مخرج تستطيع من خلاله تيسير الأمور في النادي فمع إيماننا الكامل أن الوضع الاقتصادي والمالي لجميع الأندية ليس، كما هو مطلوب وأن معظم الأندية أن لم تكن جميعها مديونة وعليها التزامات قد تكون غير مسبوقة ولكن استطاع مسيروها أن يسددوا ويقاربوا قدر المستطاع إلا أن إدارة نادي الاتحاد أثبت افرادها انهم قليلو الخبرة ولا يستطيعون قراءة الأحداث ولا يحسبون لعواقب الأمور، فليس عيباً ألا يكون لديك سيولة ولا يقلل من قيمة العمل عندما تعجز الإدارة عن توفير راعٍ رسمي، فقد تكون هناك أطراف أخرى شريكة في كثير من العوائق لرعاية النادي، ولكن ما يجعلني أستغرب وأحمل الإدارة جميع المشاكل هي قيامها بكتابة وتحرير شيكات لأكثر من لاعب وهي لا تملك المادة ولا السيولة التي تغطي قيمتها، وهذه تعتبر جناية ويحاسب عليها القانون بالسجن ومصادرة الممتلكات، وقد يكون لدينا بعض التسهيلات حول هذا الأمر إلا أنه معروف على مستوى العالم بأن كتابة وتحرير الشيك بدون رصيد تؤدي إلى عواقب غير سليمة، ومن وجهة نظري الشخصية أن إدارة نادي الاتحاد مطالبة بإيجاد الحلول وتتحمل المسؤولية كاملة لإخراج النادي من النفق المظلم الذي دخلت فيه وإلا عليها الرحيل، ولكن بعدما تعطي إبراء ذمة لمن سوف يخلفها، وهذه المسألة تقع على الرئاسة العامة لرعاية الشباب بحكم أن الأندية لا زالت تعيش تحت مظلة الدولة متمثلة في الرعاية ولجانها. نقاط للتأمل - نعم، هناك أندية استفادت من أخطاء التحكيم والعكس صحيح، ولكن بأي حال من الأحوال لا يجب تصعيد الأمور إلى درجة الدخول في الذمم أو الشك في نزاهة الحكام. - ما يحدث لنادي الاتحاد هو سمعة غير طيبة وانعكاسها سيكون على الرياضة السعودية والرياضيين؛ فالاتحاد جزء لا يتجزأ من الرياضة السعودية. - يمكن للجنة الفنية لو كانت موجودة أن تقوم بإلغاء الكارت الأحمر غير المستحق على اللاعب مختار فلاتة ولكن المصيبة أن الدوري ينطلق بدون لجان ولم يكتمل عناصرها. - في مقال سابق وتحديداً في شهر رمضان المبارك ذكرت أن الأهلي قد يندم إن هو أقدم على عدم التجديد للاعب العماني عماد الحوسني وها هي الأيام تؤكد بأن الأهلاويين قد عضوا أصابع الندم على رحيله. - في برنامج صدى الملاعب وأثناء البطولة الآسيوية الماضية ذكرت أن دفاع نادي الهلال (ما يوكل عيش) ولا زلت عند رأيي الذي أثبته لقاء الاتفاق الماضي. - أستغرب جداً من مدرب المنتخب وإدارته عدم ضم مهاجمين حيث إن نايف هزازي ويوسف السالم ليسوا بهدافين ولا لاعبي صندوق فكان يجب ضم ناصر الشمراني ومختار فلاتة ومحمد السهلاوي. - ما يقدمه الحارس المبدع عبدالله العنزي ومن الموسم الماضي وتواصل تميزه في هذا الموسم من خلال لقاء الأهلي يؤكد أن عدم ضمه ليس أمراً فنياً، وربما أن الاختيارات للمنتخب ليس للأفضل. - أنا متأكد أننا سوف نشهد لاعبين ووجوهاً تمثل المنتخب في تصفيات كأس آسيا غير الموجودين حالياً فإذا كان اعتقادي صحيحاً، فلماذا يتم إيقاف الدوري ويلعب المنتخب بلاعبين معظمهم لن يستمر حتى موعد التصفيات. - قدم فريق الاتفاق مستوى أكثر من جيد في ثاني لقاء أمام الهلال ولم يتأثّر بانتقال الثلاثي يوسف السالم، يحيى الشهري وفايز السبيعي؛ فقد يكون تواجدهم في السنوات الماضية غير مؤثّر أو فارق مع الفريق. خاتمة: اللهم ألّف بين قلوب المسلمين وأصلح ذات بيننا وأهدنا سبل السلام وأحمي بلادنا من كل مكروه. ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة.. ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.