سؤال ليس كأي سؤال، فيه من العبر والفوائد ما لا يوجد في غيره إذا ما عرف الجواب وأعتبر به، هو ليس كسؤال الشاعر الهادي آدم في قصيدة (أغداً ألقاك) ولكنه من أدوات الحياة السعيدة الذي باستخدامه من خلال تكرار السؤال قبل كل قرار وعند الأزمة أو راحة البال. إذا أكد الإنسان لنفسه أنه لا يضمن أن يعيش غداً وتعلم كيف يتذكر هذا باستمرار وهو ما لا يستطيع فعله غير أبناء الحلال حسب ما يقال، سوف يجد الإنسان نفسه أمام أفضل الخيارات وبالتالي القرارات، فلا يمكن أن يعي الشخص البالغ العاقل هذه الحقيقة ويتجرأ في أكل أموال الناس بالباطل أو فعل ما قد يضر إنساناً من أجل النفس والهوى لكسب منافع شخصية بوسائل يعرف الشخص مع نفسه أنه لا يقبلها على نفسه ولكنه ينسى أنه قد يكون غير موجود فتجده بالشر يزود. النفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربي وبالتأكيد سوف يتذكر أنه لابد أن يخلص علاقته من كل الشوائب التي قد تؤثر على الغير وقد لا يسعفه الوقت حتى في تداركها وتصحيحها والآية القرآنية في سورة الكهف "ولا تقولن لشيء إني فاعلاً ذلك غداً إلا أن يشاء الله" تعرفنا هذه الحقيقة المهمة جداً بحيث تعرف أنك لا تستطيع الجزم بفعل شيء في الغد الذي ليس لك ضمان عليه إلا بمشيئة خالقك سبحانه إن أبقاك على وجه الحياة ومكنك من فعله. تكرار سؤال النفس هذا يجعلها ترجع لحقيقتها وفطرتها بحيث لا تستطيع أن ترى محتاجاً وأنت مقتدر ولا تساعده بقدر ما أحسن الله إليك وتكون مانحاً للمال وليس حارساً له، لا تستطيع أن تشترك في ظلم إنسان من أجل فلان أو علان، الجواب يصنع منك إنساناً يجتهد في علاقته مع الإنسان الذي لن يسامحه غيره بحكم أن علاقة الإنسان مع ربه سرية وقد يشمله سبحانه برحمته فهو أرحم الراحمين ولكن حقوق الناس يوهمك شياطين الجن والإنس بأنها تمحى بالصلاة والصوم لكي يجعلوك معهم في نفس القوم. تذكر هذا السؤال وطبق آيات السراط المستقيم (سورة الأنعام 151 حتى 153) وتعلم وصية لقمان لبنيه وهو يعظه وسوف تخرج بملخص تنفيذي عما هو دورك في اختبار الحياة ووسائل النجاح التي تحقق أفضل الدرجات والمراتب العليا التي ليس منها معالي ولا فيها تعالٍ. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال - بريطانيا