×
محافظة المدينة المنورة

أمير منطقة المدينة المنورة يرفع الشكر لخادم الحرمين

صورة الخبر

كيف بدأت عندي الكتابة؟ أظن أن الغرام والعشق والحب الذي كنت أبذله لكل "شيلة" خاطفة ولكل "عباية" تمر عابرة، هو أحد أسباب التحريض الكتابي، كنت في مراهقتي رهين الحب من طرف واحد. كنت أحب في الليل والنهار. أحب بنات الجيران، وممرضات المستوصف المجاور، ومضيفات الطيران. ليتني اكتفيت بذلك، بل لقد عانيت في حب سعاد حسني، ونجلاء فتحي، وزبيدة ثروت. دعك من الممثلات ونجمات المجلات، فإن حبي لهن غريزي، أما بنات الحارة فالغريب أن كل اللواتي تعلقت بهن كن أكبر مني سنا وكانت والدتي ـ يحفظها الله ـ عندما أفسر لها معاناتي وإعجابي بموضي أو غادة أو لطيفة، فإنها تردعني عن المضي في هذا الهاجس بحجة ان المحبوبة أكبر مني، ربما لأنني كنت أعتبر بعض استلطافهن لي ورقّة تعاملهن معي دلالة وإشارة حب واضحة!. كما كنت أستكثر نفسي على بعض البنات المقاربات لعمري؛ لأنني كنت أرى أنهن في مرحلة رمادية، أو مرحلة وسطى بين "الولدنة والأنثنة". لكن ما علاقة كل ذلك بالكتابة؟ سأقول لكم: إن هذا الحب الذي كنت أبثه لكل أنثى، كانت تتعطف وتبتسم لي، هو الذي ولّد القصيدة عندي، فلما صقلت التجربة الشعرية نفسها بعد أكثر من محاولة، فقد تجرأت وأرسلت التي ظننت أنها استوت على سوقها إلى جريدة الرياض، وقد نشرت في ملحقها الثقافي وكانت فرحة النشر لتلك القصيدة حدثا استثنائيا في حياتي، حتى إنني أخذت في اليوم التالي نسخة من الجريدة مخبأة في شنطتي المدرسية إلى فصلي الدراسي في الثانية ثانوي، وظللت أقلب صفحات الجريدة في فصلي في كل "الفسح" التي تلي نهاية الحصة الدراسية. لقد قرأتها وتعمدت فتحها أمام الزملاء من الحصة الأولى وحتى الحصة السادسة. كنت أريد أثناء تقليبي المتكرر لصفحات الجريدة، أن ألفت نظر زملائي لقصيدتي، وكنت أريد أن يستدلوا عليها من تلقاء أنفسهم، لكنهم كانوا يتعجلون تقليب الصفحات، ويمرون عليها، ولا يقفون عندها؛ لأنهم كانوا يبحثون عن صفحات الرياضة. كانت قصيدتي هي البذرة التي طال غراسها وتمادى فرعها، وصولا إلى العمل متعاونا مع جريدة الرياض، ثم مجلة اليمامة خلال دراستي الجامعية، ثم تفرغت بعد التخرج للعمل الصحفي، وقد تقلبت محررا ومسؤولا في كل أنواع المحتوى الصحفي في الثقافة والاقتصاد والرياضة، لقد كانت الصفحات الرياضية تتمتع بحرية وجرأة لا يتوافر مثلها في الأبواب الصحفية الأخرى، ولعل هذا هو ما جعلني بالمعايير الصحفية التقليدية لا أصلح رقيبا جيدا لما ينشر؛ لأنني لا أدقق كثيرا ولا استخدم التأويل في النوايا لما يكتب. ومثلما كان هامشي متسعا لما يردني من مقالات الغير، فإنني كنت متصالحا مع ما أكتب؛ ولهذا فقد كنت أنشر لي دون أن أضع اعتبارات "تعشعش" في رأس الرقيب، ومن هنا فقد تعرضت للإيقاف عن الكتابة أكثر من مرة، سواء في بعض المقالات الرياضية أم المقالات الاجتماعية. باختصار؛ كان الحب والعشق الذي تلبسني أمام أي امرأه في فترة مراهقتي، هو القنطرة التي قادتني لاحقا لأمارس الحب والهيام مع مسيرتي العملية الإعلامية متقلبا في المناصب الصحفية كاتبا ومسؤولا.