ما يحصل في العراق اليوم ليس سوى غيض من فيض نتيجة الأخطاء الهائلة التي ارتكبها نوري المالكي ونظامه الغارق في الفساد والرشوة . فعلى المستوى الإنمائي لا يمكن الحديث عن منطقة افضل من أخرى بحيث كل المناطق لا زالت تعيش ما دون خط الفقر : فلا كهرباء ، ولا ماء ، ولا طرقات ، ولا مدارس ، ولا مستشفيات ، ولا جامعات ، ولا وسائل اتصالات حديثة ، ولا وسائل مواصلات متطورة . ورغم ان موازنة العراق وصلت الى اكثر من 160 مليار دولار فإن معظم هذه الأموال منهوبة من قبل وزراء ونواب ووجهاء وزعماء احزاب ورؤساء طوائف ومجالس ادارات جمعيات وهمية . ويكفي أن تراقب الحركة في مطار بغداد لساعات قليلة حتى تلاحظ اعداد حقائب «السمسونايت» التي تخرج يومياً مليئة بملايين الدولارات دون حسيب او رقيب متجهة الى مصارف عربية أو أجنبية للحفظ والصون . وإذا رصدت قطاع الإعلام في العراق لوجدت ان هناك عشرات الصحف والمجلات والأقنية الفضائية والإذاعات التي تنشر وتذيع وتبث على مدار الأربع والعشرين ساعة بدعم كامل من المتنفذين في السلطة دون ان يكون لكل وسائل الإعلام هذه أي اهمية مهنية لا على الصعيد الوطني ولا القومي ولا العقائدي ولا الديني . ولو دفعك فضولك لاستطلاع احوال الجيش والشرطة والمخابرات وأجهزة الحماية الشخصية لأمكن لك ان تكتشف انها كلفت الدولة العراقية منذ عشر سنوات حتى اليوم نحو 25 مليار دولار بدل أجهزة وأسلحة وتدريب ولكن على الورق فقط بدليل ما ان حصلت انتكاسة امنية مؤخراً حتى أمسى العراق خلال اقل من أربع ساعات بدون كافة الأجهزة الأمنية وبدون كافة تجهيزاتها . ولا تستغرب عزيزي القارىء إذا علمت ان فلاناً من المسؤولين يملك حنفية نفط في الشمال وآخر في الجنوب أو في الوسط ، او أن هناك في مرفأ البصرة ناقلة نفط تعمل لحساب التنظيم الفلاني او أنبوب نفط في منطقة أخرى مفتوح لحساب التيار العلاني . وإذا سألت عن أحوال القطاع العام لتبين لك ان أكثريته من الموظفين ممن يتقاضون رواتب ولا يعملون لأنهم محسوبون على من يمسك بزمام السلطة منذ عدة سنوات . وحدث ولا حرج عن أعداد العاطلين عن العمل وعن المديونية العامة للدولة وعن ضعف النمو والاستثمار. هذا ما جناه رئيس الوزراء نوري المالكي على العراق ليس بوصفه في الموقع الأعلى في السلطة فقط ، بل لأنه استأثر بصلاحيات تفوق سلطات مجلس الوزراء ومجلس النواب مجتمعين .فكان الآمر الناهي في كل صغيرة وكبيرة دون أدنى اعتبار للآخرين اياً تكن طوائفهم أو مواقعهم . ولا تتفوق على صلاحيات المالكي إلا صلاحيات المندوب السامي الإيراني المقيم في بغداد للإشراف والتوجيه والتخطيط . وبعد هذا كله هل تتفاجأون لماذا قامت ثورة في العراق ؟! sbt@altayar.info للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (73) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain