×
محافظة المنطقة الشرقية

بالفيديو .. كلوزه «الهاديء» وأهدافه الـ 16 في كأس العالم

صورة الخبر

قد يكون المسلسل العربي الأهم الذي يعرض حالياً هو مسلسل "حلاوة الروح"، وإن كان لا يمكن الجزم بهذا حتى نهاية شهر رمضان ومتابعة المسلسل كاملاً، فهذه ليست سوى قراءة أولية للحلقات الأولى منه، لكن موضوع المسلسل وطريقة سرد الأحداث وشخصياته توحي بأننا أمام عمل تلفزيوني مميز جداً. يتحدث المسلسل عن الإعلامي المصري "جمال جاد الله" (قام بدوره خالد صالح) مدير محطة تلفزيونية إخبارية يعيش في دبي ولديه ابنة (الممثلة السورية دانا مارديني) من طبيبة سورية (فرح بسيسو) خرجت من سورية، نتيجة الأحداث، وانتقلت إلى القاهرة، فيما ابنتهما التي تحلم بعمل فيلم وثائقي وتخرجت حديثاً تتركهما وتذهب إلى لبنان، بحثاً عن موضوع تصنع منه فيلماً، فتتعرف على شاب يحاول إقناعها بالذهاب إلى سورية لتوثيق أمر ما ويتحفظ على اطلاعها على التفاصيل حفاظاً على حياة أشخاص في خطر. كما نشاهد مذيعة سورية توقفت عن العمل في القناة التي يديرها جمال نتيجة خوف زوجها من أن تغطي بعض الأخبار بطريقة تغضب النظام السوري فيخسر أعماله الموجودة بسورية، وتتألم لعدم قدرتها على متابعة ما يحدث من موقعها في القناة. من جهة أخرى نتابع داخل سورية مجموعة إرهابية يرأسها شيخ (يقوم بدوره غسان مسعود)، ومجموعة أخرى من مقاتلين سوريين يحاربون النظام، ويشك أحدهم بأن قائدهم يتعاون مع السلطات السورية. وبين هذا وذاك نرى الأخبار التي يتم تناقلها من سورية ومصر وانعكاسها على شخصيات المسلسل. هذا الوضع المعقد يبدو حتى الآن أن كاتب السيناريو والممثل رافي وهبي قادر على معالجته بشكل سلسل ومشوق ومعبر عن الحالة السورية الراهنة. كما أن المخرج التونسي المبدع شوقي الماجري، والذي سبق وأن خاض تجارب مشابهة لهذا الموضوع، كما في مسلسل "هدوء نسبي" حيث شاهدنا مجموعة من الصحفيين أثناء تغطيتهم للأحداث العراقية، يبدو أيضاً متمكناً بعدسته وتقنياته من إدارة الممثلين ونقل الأحداث بشكل جيد ومقنع، فالأماكن التي تدور فيها أحداث المسلسل سواء دبي أو مصر أو لبنان هي ذاتها، ومن السهل جداً التعرف على أماكن التصوير التي تمت في هذه الدول. كما أن جماليات الصورة في أعمال الماجري وإتقانها التقني جعل منه المخرج العربي الوحيد الحائز على جائزة الإيمي لأفضل الأعمال التلفزيونية غير الناطقة بالإنجليزية عن مسلسل "الاجتياح". ومما يحسب للمسلسل وصانعيه، أنه بالرغم من نقله لوضع مؤلم جداً لكنه لا يغرق في التراجيديا ولا يستخف بها، وإنما يعطيها المساحة الملائمة درامياً بذكاء. وتبدأ جماليات الصورة منذ الشارة المميزة والفنية لتمتد إلى أحداث الحلقات وكوابيس أبطاله، فتجعل منه عملاً يستحق الإشادة والمتابعة.