الرياض حسين الحربي بعد جدل واسع حول إيقاف النادي الأدبي بالرياض، الملتقى الثقافي، الذي كان يشرف عليه الدكتور سعد البازعي، خرجت الكاتبة الدكتورة زينب الخضيري عن صمتها، وأوضحت أن صعودها إلى منصة الملتقى لم يكن سبباً رئيساً في إلغاء الملتقى. وأرجع متابعون إيقاف النادي للملتقى، إلى سبب رئيس هو ظهور الخضيري بجانب البازعي على منصة الملتقى في مايو الماضي. وأوضحت الخضيري في حديث لـ «الشرق»، أنه لم يخطر على بالها حينما همت بالصعود إلى المنصة أن يفسر ذلك وكأنه إسقاط واقعي على مجتمع محافظ لديه حساسية مرتفعة تجاه ظهور النساء بجانب الرجل، مشيرة إلى أنها لم تفكر بهذه الطريقة، بل كان لديها مادة أدبية تقدمها، مثلما تقدمها في أي مكان آخر، ولم تفكر في التفاصيل. وقالت إن المجتمع أصبح مهيأ للتعامل مع نشاط ثقافي تديره امرأة، لافتة إلى أن المرأة السعودية نالت الثقة وعينت في مجلس الشورى بعد إثباتها جدارتها كأستاذة في الجامعة، وطبيبة، وباحثة، ومعلمة، وغيرها من الوظائف، فهي نصف المجتمع وتلد وتربي النصف الآخر. وحول ما يقال إن ظهورها هذا تضمن رسائل تنويرية بعيداً عن سلطة مجتمع محافظ، شددت الخضيري على أنها تحترم المجتمع، والعادات والتقاليد، وبينت أن المثقفات موجودات في كل مكان لبث رسائل الوعي والتنوير سواء في الأندية الأدبية أو المحافل الثقافية وغيرها. وبعيداً عن إيقاف المقهى الثقافي ومشاركتها فيه، وفي ردها على سؤال عن علاقتها بالكتابة، قالت الخضيري: الكتابة بالنسبة لي كقاصة هي لتسويغ سباقي نحو الممكن والمستحيل، فهي تشكل رهاناً في المجابهة بين أنماط إدراك الحياة والتفكير، وسرعة الحياة والأحداث المتلاحقة تدفعنا إلى رصد كل ما يحدث فيها، فالكتابة «أداة تستنهض شتى ترسبات المألوف، وهي إضافة نفسية قبل أن تكون ثقافية، هي هاجس يستعصي على الفهم، وهي وعي قبل كل شيء». وحول مجموعتها القصصية الأخيرة «رجل لا شرقي ولا غربي»، أوضحت أنها عبارة عن رسالة لمحاولة تفهم الرجل ومشاعره ودوافعه، «فهو في النهاية إنسان، ولابد من تجسير الفجوة بين المرأة والرجل من خلال بعض المواقف التي تشرح دوافعه الإنسانية وحالاته النفسية، وكيف يستشعر الحياة بجميع مراحله العمرية». وقالت: «رغب من خلال «رجل لا شرقي ولا غربي» أن ننظر للرجل بنظرة حانية بعيدا عن التحيز أو المواقف المعدة مسبقا والمسكوبة في قوالب الشخصيات الواحدة»، مضيفة أن المجموعة رحلة في أعماق الرجل لنتفهمه كإنسان نابض بالمشاعر يخبئ داخله تناقضات زرعها فيه المجتمع وعززتها التربية، ويمكن القول في النهاية أنها مدخل لتسامح المرأة الرجل ولتصفح عنه من خلال تفهم سلوكه. وعن قراءتها الكتب، قالت إنها قرأت كثيراً من الكتب الرديئة، إلا أنها شددت على تلك القراءة كانت نافعة، «فالشيء السيء في الحياة يجب أن يعرف كما الجيد»، مضيفة أنه «بقدر ما تكون التجربة غنية ومتعددة الجوانب ترفع الإنسان وتجعل مداركه أوسع». وبينت أن الأدب الفرنسي أثر فيها تأثيرا تربويا عميقا، وأنها ما زالت تنهل من الأدب العالمي، وتتابع الأدب العربي، لافتة إلى أن الكتابة تحتاج إلى حصيلة معلوماتية واطلاع واسع حتى يتفتق الذهن، فلا تصبح مكروراً أو مجرد عبء على كاهل الأدب.