لا أعلم سبب خوف البعض من فرق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الميدانية بالدرجة التي نقل فيها قرار الهيئة بإلغاء وحدة العمليات والدوريات الميدانية في العاصمة الرياض ببعض من الفرح والبهجة؟! عدد من وكالات الأنباء العالمية بثت خبر إلغاء عمل وحدة العمليات الميدانية بطريقة "فرائحية"، وهو أمر مبرر .. فهم يخالفوننا في المنهج وفي العقيدة ولا يتمنون الخير لنا مطلقا، ولكن ما سبب فرح البعض من أبناء الوطن؟!! خبر إلغاء عمل الفرق الميدانية للهيئة تحول من "فرحة" لـ "غصة" لدى البعض بعد توضيح المتحدث الرسمي للهيئة الدكتور تركي الشليل، عندما قال إن هناك سوء فهم صاحب القرار، كون العاصمة الرياض فيها 44 مركزا للهيئة، وتلك الوحدة الملغاة تعد الخامسة والأربعين وتعتبر وحدة مساندة لهذه المراكز، فجاءت المصلحة ــ كون عمل هذه الوحدة يقتصر على أيام محددة ــ أن توزع هذه الطاقات والقدرات لوحدة العمليات على المراكز الـ 44 في الرياض، مع إبقاء عمل هذه المراكز كما هو عليه الحال ولا يوجد أي تغيير في العمل الميداني للهيئة. بودي أن أسال من فرح متوهما أن عمل الفرق الميدانية للهيئة قد ألغي: ما الأمر المسيء عند قيام فرق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمتابعة تجار المخدرات والخمور والقبض عليهم كي تفرح وتبتهج؟ وما الدافع للفرح في إلغاء عمل من يقوم بمحاربة "الخلوة" غير الشرعية والحد منها، أو من يقوم بالحث على إغلاق المحال التجارية والدعوة للتوجه للمساجد وقت الصلاة، أو من يطارد السحرة والمشعوذين ويخلص البلاد والعباد منهم؟!! عمل الهيئة وفرقها سام وهادف، ولها إنجازات لا تعد ولا تحصى، ومنهجها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو ما جعلنا خير أمة أخرجت للناس. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر". لا أنكر أن هناك أخطاء يقع فيها البعض من أفراد الهيئة، ولكن لم نحمل الجهاز بأكمله وزر تلك الأخطاء الفردية ونطالب بحله أو الحد من عمله، لم لا نتعامل معهم ــ أي أفراد الهيئة ــ كما نتعامل مع بقية أفراد أجهزة الدولة الأخرى.. نعاقبهم عند الخطأ ونكافئهم عند الإنجاز؟!!