×
محافظة المنطقة الشرقية

دعوى إخلاء مقر رعاية السجناء منذ عام

صورة الخبر

    سلطت الكاتبة سوسن الأبطح، في مقال لها بصحيفة "الشرق الأوسط"، الضوء على تنظيم داعش وخليفته أبو بكر البغدادي؛ وذلك بطرح عدة تساؤلات هامة، منها: "هل التنظيم افتراضي؟ أم لعبة مخابراتية؟ أم تنظم سري ينتشر ويسعى إلى اكتساح العالم واستعادة الأمجاد الغابرة؟ ومن يحركه ويدعمه بالمال والسلاح؟ وهل تنظيم داعش هو الذي يقود المعارك في العراق؟ وما مكوناته؟ وما مدى تماسكها؟".   كما تناولت التساؤلات التي طرحتها الكاتبة في مقالها، مؤهلات الخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي  لنيل هذا المنصب، وهل هو رجل صالح أم مدعٍ كاذب، وهل هو حي أم ميت، كما أشارت إلى أنه بجانب البغدادي، فقد ظهر أمير للبنان لا يعرف عنه سوى اسمه الحركي.   وتابعت أن ذلك يأتي فضلاً عن رجل "داعش" الغامض عبد السلام الأردني المكلف بتدبير التفجيرات وإرسال الانتحاريين، كما أذيع  على "تويتر"، كما أعلن "لواء أحرار السنة – بعلبك" الملحق بـ"داعش"، عن أمير يدعى سيف الله الشياح الموكل بـ"إمارة البقاع الموعودة". وهذا اللواء لا تزال التكهنات بشأنه كبيرة، وحول إذا ما كان موجودًا أصلاً أو مجرد لعبة مخابراتية قميئة.   ورأت الكاتبة أن الذهاب الأعمى وراء المجهول من قِبَل من فقدوا كل بوصلة، جاء سريعًا على صفحات التواصل الاجتماعي التي ضجَّت بالمبايعة الافتراضية لأمير المؤمنين المنتظر منذ مائة سنة، ورفعت له الرايات سرًّا أو جهرًا في دول عديدة بالمنطقة، ولو كلفت البعضَ حريته، أو حتى حياته.   وأشارت الكاتبة إلى أن  كل ما سبق دار في العالم الافتراضي، وعبر أشرطة مسجلة لا يمكن التأكد من مدى صحتها أو مصدرها، لكن تردداته على الأرض مزلزلة ودامية، سواء لدى الجهات الأمنية المعنية بحماية المقدسات وأرواح الناس، أو لدى المواطنين العاديين.   وسخرت الكاتبة في مقالها من المحللين المتخصصين فيما وصفته بـ"الجهادلوجيا" أو "علم الجهاد"، مؤكدةً أنه صار متوافرًا بفضل "داعش وأخواتها".   وتشكك الكاتبة في الصور التي تنشر لمجاهدي داعش، قائلةً إن هلامية "داعش" وزئبقيته تصل إلى حد التشكيك حتى في الصور التي تلتقط لمجاهديه؛ حيث انتشرت في الأيام الأخيرة مقالات عديدة في صحف غربية تضع علامات استفهام كبيرة حول آلاف الصور التي تلتقط وتوزع لمقاتلي "داعش"، بسحناتهم المغبرة، وهيئاتهم الأسطورية، وخاصةً أن مصدرها وكالات محدودة جدًّا، أهمها على الإطلاق "رويترز" التي باتت المنبع الرئيس المعتمد لدى غالبية وسائل الإعلام.   وأوضحت أن  دراسة الصور وتفنيدها والمقابلات التي أجريت مع مسؤولين في الوكالة العالمية، زادت شكوك المراقبين، وخاصةً أن الاعتماد في كل من سوريا والعراق الداعشيتين (حاليًّا) هو على مصورين محليين يتم التعاقد معهم مع الالتزام بعدم كشف أسمائهم؛ لحفظ سلامتهم، دون معرفة ارتباطاتهم، أو أهوائهم، ومدى مهنيتهم.   وتابعت الكاتبة تساؤلاتها قائلةً: "لهذا نسأل: بأي عيون يرى العالم "داعش"؟! ومن أي وجهة نظر؟! وما كَمُّ الوهمي من الفعلي؟! ومن المسؤول عن هذا (التسونامي) المرعب من الأخبار والصور والبيانات والأشرطة والإعلان عن أمراء بالجملة؟! هل "داعش" تنظيم سري يتمدد وينتشر؟ أم أنه في جزء كبير منه خدعة استخباراتية باتت بحجم الكون، وخطورتها العظمى أنها أصبحت قادرة على الإيقاع بعشرات آلاف الشبان المسلمين المحبطين والبائسين والمنتظرين للخليفة المخلص الذي يخرجهم من مأساة حاضرهم بكبسة زر وبعض الوعود الكاذبة؟".   واختتمت: "كل عاقل يعلم أن داعش -كما هي عليه اليوم- لا يمكن أن تقوم له دولة أو حتى إمارة، لكن الكذب والتضليل والوهم الزائف بات بمقدوره، بفضل الجهل والانكسارات المفجعة، أن يفجر المنطقة ويجعلها تتشظى لتصير فتاتًا".