انتقد عدد من قراء الاقتصادية ارتفاع رسوم تسجيل الطلاب والطالبات في المدارس الأهلية هذا العام، وما ترتب على ذلك من أزمة قبول في المدارس الحكومية. جاء ذلك خلال تعليقهم على التقرير المنشور أمس بعنوان: "هجرة معاكسة للطلاب لأول مرة. ارتفاع أسعار المدارس الأهلية يخلق أزمة في (الحكومية)". وأوضح أحد القراء أن المدارس الأهلية ترفع أسعار الرسوم نتيجة قلة المدارس الخاصة وزيادة عدد الطلاب في المدارس الحكومية، مبيناً أنه في حال رفع الأسعار بهذه الطريقة كل عام فلن يستطيع أن يدخل أولاده التعليم الأهلي. وقال آخر: "حتى الآن أبحث عن مدرسة لابنتي وبعد أن فقدت الأمل في الحكومي توجهت للمدارس الأهلية مكرها لأني ما أحبّّّّّّّّّّّّّّذ تدريسهم وعندما سألت عن الرسوم وجدتها عشرة آلاف ريال. المشكلة ليست في الغلاء فقط ولكن في "زنقة" الفلوس. أسوأ وقت في السنة بعد رمضان والعيد والإجازة ومصاريف المدارس. كيف يستطيع الواحد أن يوفر هذه المبالغ". وبين القارئ "أحمد": "المدارس الأهلية أسعارها صارت لا تطاق، خلال أربع سنوات فقط أصبحت أدفع لأبنائي الضعف، وبمباركة وزارة التعليم، وبأعذار واهية". واقترح أحد القراء حلا لتلك الأزمة يتمثل في سعودة المدارس الأهلية 100 في المائة، مبيناً أن الأجانب يرفعون الأسعار ولا يخضعون لأية مساءلة. وكانت الاقتصادية بينت أن ارتفاع رسوم تسجيل الطلاب والطالبات في المدارس الأهلية السعودية بنسبة تراوحت ما بين 20 و30 في المائة تسبب في أزمة قبول في نظيراتها من المدارس الحكومية، ولا سيما في المراحل الأولية، حيث شهدت المدارس الحكومية بحسب مسؤولين فيها تدفقا وإقبالا منقطع النظير وغير مسبوق مقارنة بالأعوام الماضية. وقال لـ "الاقتصادية" عدد من مسؤولي القبول والتسجيل في المدارس الحكومية، إن العام الدراسي الحالي وبعد مرور الأسبوع الدراسي الأول منه لا يزال يعاني أزمة قبول في جميع المراحل الدراسية خاصة الابتدائية وللجنسين البنين والبنات، لم تشهدها طيلة السنوات الماضية، مشيرين إلى أن السبب يعود إلى ارتفاع رسوم التسجيل في المدارس الأهلية لهذا العام بنسبة وصلت إلى 30 في المائة. وأشاروا إلى أن مدارسهم لا تزال تستقبل أفواجا من طلبات أولياء أمور يرغبون في تسجيل أبنائهم، خصوصا في الصفوف الأولية، إلا أن كثيرا من هذه الطلبات تقابل بالرفض؛ نظرا لتحمل عدد كبير من المدارس نسبة فاقت طاقتها الاستيعابية في فصولها الدراسية. وهنا أكد لـ "الاقتصادية" خالد القضيب عضو لجنة المدارس العالمية في مجلس الغرف السعودية، أن هناك هجرة وانسحابا من المدارس الأهلية إلى المدارس الحكومية خلال العام الدراسي الحالي، إلا أن هذه الهجرة لا تشكل نسبة عالية جدا فهي قد تصل إلى 3 في المائة. ولفت إلى أنه قد يكون سبب هجرة الطلاب إلى المدارس الأهلية راجعا إلى ارتفاع رسوم التسجيل في المدارس الأهلية، أو عدم تلبية ما يطمح إليه ولي الأمر في المدرسة الأهلية، أو يكون عائدا إلى انتقال ولي أمر الطالب من حيه السكني إلى آخر. ، موضحا أن هناك عدة عوامل تجعل كثيرا من القائمين على المدارس الأهلية يرفعون أسعارهم منها التكلفة الاقتصادية للطالب والطالبة، وارتفاع أجور العاملين، وارتفاع تكلفة الاستقدام والمعيشة. من جانبه، أوضح عبد الرحمن بن صالح معلم في إحدى المدارس الحكومية الابتدائية شرق الرياض، أن مدرستهم شهدت ولأول مرة منذ سنوات ارتفاعا في نسبة الإقبال من قبل أولياء الأمور، كما أن ذلك أدخل كثيرا من مديري المدارس في حرج شديد مع أولياء الأمور الذين يودون تسجيل أولادهم، مبينا أن نسبة الانتظار قد تصل في بعض المدارس إلى 30 في المائة من عدد الفصل. وتذمر أولياء أمور الطلاب والطالبات مما يحصل لهم هذا العام من تفاقم مشكلة القبول في المدارس الحكومية، وارتفاع رسوم التسجيل في المدارس الأهلية، مطالبين الجهات الحكومية المعنية بضرورة التدخل بشكل عاجل لوضع حد لهذه الأزمة وحلها بطريقة تخدم جميع الأطراف ودون أن تحدث ضررا لأحد. وقال محمد الدخيني المتحدث الرسمي في وزارة التربية والتعليم في وقت سابق، إن عدد الطلاب المقبولين في الصف الأول الابتدائي بلغ 147788 طالبا، وأن الطلاب قيد الإجراء 19968 طالبا، كما بلغ عدد الطالبات المقبولات في الصف الأول الابتدائي 150602 طالبة، مع وجود 20971 طالبة قيد الإجراء، مشيراً إلى أن إجمالي المسجلين في الصف الأول الابتدائي 298390 طالبا وطالبة، بناءً على آخر الإحصاءات التي تم إدخالها عبر النظام الإلكتروني "نور".