تحيط بالبيئة التي نعيش فيها كثير من الملوثات، سواء أكانت ملوثات يمكن أن نراها أو نلمسها، وملوثات أخرى لا يمكن رؤيتها أو لمسها أو حتى معرفتها وقياسها بسهولة، ومن هذه الملوثات المشعة غاز الرادون. ويحتل هذا الغاز المركز الثاني بعد التدخين كمسبب لسرطان الرئة في الولايات المتحدة. ويوجد غاز الرادون في كثير من المواد التي تحيط بنا مثل التربة والمياه والصخور. وهو غاز عديم اللون والطعم والرائحة، وهو خامل كيميائيا، أي أنه لا يتحد أو يتفاعل مع أي عناصر أو مركبات في الطبيعة. ويتركز هذا الغاز بشكل كبير في صخور الجرانيت وبعض الصخور النارية التي تستخدم في بناء المنازل والشقق والمكاتب على شكل أرضيات أو قواطع جدارية. وينتقل غاز الرادون خلال الصخور والتربة إلى الهواء، ويمكن أن ينتقل بسهولة إلى منازلنا وأماكن راحتنا. وتبلغ نسبة الرادون في الهواء الخارجي حوالي 0،4 بيكو كوري في اللتر، لكن تركيزه يزداد داخل بعض المباني من خلال التصدعات الموجودة في أساسات البناء والشقوق الأرضية. وتبلغ النسبة الطبيعية داخل المباني حوالي 1،3 بيكو كوري في اللتر، ولكن هذه النسبة ربما تصل لحوالي 2000 بيكو كوري في اللتر نتيجة لطبيعة التربة والصخور والبيئة الجغرافية والتصميم الهندسي للمنزل. ويزداد خطر الإصابة بسرطان الرئة للمدخنين الذين يتعرضون لهذا الغاز، حيث أظهرت الأبحاث العلمية في الولايات المتحدة أن أكثر من عشرين ألف شخص يموتون سنويا بسرطان الرئة الناتج عن تعرضهم لغاز الرادون. وتنصح الوكالة الأمريكية لحماية البيئة بعدم استخدام مواد البناء التي تحتوي بكثافة على صخور الجرانيت وغيرها من الصخور النارية، وخاصة على شكل قواطع جدرانية أو أرضيات، كما تنصح بسد الشقوق والتصدعات في الخرسانة للمباني. ومن المهم قياس معدلات نواتج تحلل غاز الرادون في هواء المنازل.. ويمكن الاستعانة بأقسام الفيزياء وكذلك بمعهد بحوث الطاقة الذرية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة التي ترحب بالتعاون والمساعدة في هذا المجال.. وقانا الله أخطار غاز الرادون وغيره من ملوثات البيئة..