في رحلتي الأولى من ولاية أريزونا إلى لوس أنجلوس كاليفورنيا تعطلت سيارتي (المستعملة) فاضطررت للوقوف جانبًا منتظرًا مجيء دورية أمن الطرق التي يفترض أنها تمر كل ساعة، وبالفعل أتت الدورية وعرفوا مني المشكلة وأنه ليس لدي تأمين خدمات الطرق، فاتصلوا بإحدى الشركات العاملة في الطريق وأخبروني بأن (السطحة) ستأتي بعد ساعة تقريبًا، ولم يخب ظني فيهم فقد جاءت السطحة وتم تحميل سيارتي إلى الورشة المتكاملة فنيًا الموجودة في إحدى محطات الطريق، وتم إصلاح الخراب في وقت قياسي وأتممنا رحلتنا نحو لوس أنجلوس بسلام، وذات مرة كنت في زيارة لإحدى مدن كاليفورنيا الصغيرة على مسافة ثلاث مئة كيلو تقريبًا، وفي طريق العودة تعطلت سيارتي عطلًا بالغًا (جديدة) فما كان مني إلا أن ذهبت إلى أقرب قرية وأدخلت السيارة الورشة ليتم إصلاح الخراب، وبالفعل تم ذلك ولكن بعد أيام لأن المشكلة لم تكن بسيطة، تذكرت اليوم هذه الحالات التي مرت بي في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من ثلاثين عامًا وتذكرت معها حالات مشابهة حصلت لي مع مجموعة من زملاء العمل، حيث تعطلت السيارة الأجرة التي كانت تقلنا من مكة إلى المدينة المنورة منذ حوالى خمسة وأربعين عامًا على الطريق القديم، وكان الوقت ليلًا، والظلام دامس بالفعل، حيث أن الموقع كان بعيدًا عن كل مصادر الضوء فلا بيوت ولا قرية قريبة منا، فوجدنا صعوبة للحصول على مركبة توصلنا إلى المدينة المنورة، أما سائق السيارة المسكين فقد اضطر للسفر معنا ليجد ما يصلح به سيارته المعطلة! بت لا أحبذ السفر برًا بين مدن المملكة كنتيجة طبيعية لما حصل معي في السابق وما حصل معي ظهيرة يوم الجمعة 29 شعبان الفائتة، حيث أحسست بحالة مرضية غير عادية بدأت تشتد عليّ وأنا أقود سيارتي من جدة الغالية إلى طيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وكان برفقتي أم محمد حفظها الله ورعاها، وحاولت الوقوف عند أحد مراكز الإسعاف لكني فوجئت بأنه مغلق رغم وقوف ثلاث مركبات أمامه، فواصلت حتى إذا اقتربت من مركز آخر فإذا به لا يختلف عن سابقه، ومررت بثالث والحال نفسها، فشعرت بكثير من الألم يعتصر قلبي، ليس حزنًا على نفسي، لكن خوفًا على أم محمد أولًا فلو حصل لي مكروه فكيف سيكون حالها وما الذي يمكنها فعله، ثم تألمت أن يكون هذه هي حال مراكز الإسعاف وعلى طريق حيوي وهام بالفعل يغشاه آلاف (بل ملايين) الحجاج والمعتمرين والزوار وغيرهم من سكان البلاد، ناهيك عن تدني مستوى خدمات كل الاستراحات المقامة عليه مهما تغيرت ألوانها ومسمياتها، وقد يكون بعض روادها هم من يسيئ الاستخدام ويتسبب في أذى غيره من روادها، حتى دورات المياه في بيوت الله لم تسلم من التخريب المتعمد (غالبًا) أو عن جهل (نادرًا) رغم وجود مؤسسة خيرية لصيانة المساجد ومرافقها إلا أن الخرق قد اتسع على الراقع! إلى الله المشتكى فهو وحده بيده ملكوت كل شيء. sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain