أشعر بالفخر والاعتزاز وأنا أتابع قناتنا الفضائية الأولى التي تسجل أعلى نسبة مشاهدة في العالم الإسلامي، بما تقدمه من شمولية ودقة في الهدف الديني والثقافي والجرعات التي تحتاجها كل أسرة، بما يغذي الفكر ويشع ببهجة الجو الروحاني ويكفي أن رب كل أسرة يستطيع هو وأسرته متابعة قناتنا السعودية طوال الوقت دون حرج؛ لأنها تحترم ذائقة المشاهد، بينما أشعر بالخجل من بعض الفضائيات التي تخصصت في تسويق بضاعتها الرخيصة في شهر رمضان المبارك، وأشعر بالندم على المناصب التي يشغلها بني جلدتنا، بما فيها القيادية، ولا يهشون ولا ينشون ويتركون حبل التسويق الرخيص على غارب شلة طائفية تجيد الترقيص بالكلام ودس سم الفساد في عسل مسلسلات هابطة. بعيدا عن الفضائيات وسوق بضاعتها الرائج في هذه الأيام المباركة، يظل همنا الداخلي أحد ركائز البناء الأسري السليم، شريطة تنازل "أبو سروال وفنيلة" عن كبريائه وغروره وصلفه، أعرف أن "أبو سروال وفنيلة" لن يشارك في جبهة الجهاد على "المجلى"، ولن يرفع الأذى عن الطريق المؤدي للمائدة، وأعرف إن خصوصيتنا التي نتشدق بها تجعل "أبو سروال" تحت الحصانة الاجتماعية حتى ولو تجول قبل الإفطار ورمى أسئلته الفجة المعتادة. "أبو سروال" يعرف طريق المائدة ويتابع "واتس آب"، وعند النوم أبشر بالشخير وفي الليل مع الشلة وفي النهار بدون إنتاجية عملية فعلية، "يعنفر" في وجه المراجع وكأنه الصائم الوحيد، يُعاني من سوء توزيع الألفاظ، ومن ترهل اللسان، وفجاجة الأسلوب، و"يا ساتر" إذا رجع للمنزل. بين "أبو سروال" وبعض القنوات الفضائية علاقة سرمدية تعري حقيقة مستوى الثقافة التي وصلنا إليها وتكشف مسافة الوعي... "أحسنوا جوار نعم الله".. اللهم إني صائم.