الإرجاف هو تهييج الناس، من خلال بث الإشاعات، ونسج الأخبار الكاذبة، في القرآن الكريم "والمرْجِفُونَ في المدينة"، الإرجاف عمل قبيح، تقوم به شريحة مشبوهة، تمارس دور الأعداء ـ إن لم تكن هي العدو نفسه ـ تستفيد من تهييج الناس وإثارتهم، وفي زمن الحروب والتوترات ينثرون الرعب في نفوسهم؛ للوصول إلى غاياتهم المشبوهة. خلال الفترة الأخيرة نمت ظاهرة غريبة لدى كثير من مرتادي موقع "تويتر"، ولزاما هنا أن أحدد هذا الموقع العالمي بالاسم؛ لأنه أصبح أهم وسائل التواصل والحوار في المجتمع السعودي بالذات، جنبا إلى جنب "الواتس أب". الظاهرة المشار إليها تتمثل في صنع خصم وهمي، ومن ثم البدء في محاربته، وتهييج الناس، وافتعال قضية من لا شيء، فيشتعل الموقع بالأخذ والرد أياما طويلة!. حدث ذلك خلال الأسبوعين الماضيين مرتين، الأولى حينما اغتيلت المبتعثة السعودية الأخت "ناهد المانع" ـ رحمها الله ـ والمرة الأخرى حينما تم توزير معالي الأخ "محمد أبو ساق"، حيث اشتعل الموقع بـ"هاشتاقين" غامضين، الأول يسيء لشخص المتوفاة، والآخر يسيء لشخص الوزير، لا تدري من الذي وضعهما؟، من أي جنسية هو؟، ومن أي جهة ينفث سمومه؟. تبحث عن أساس المشكلة فلا تجد، تجتهد، تسأل فلا تعثر على سبب، تفتش عن الذي أوقد النار، فلا تعثر له على أثر، لتجد نفسك مشاركا في حفلة ردح على الهواء، دون أن تعرف لماذا أنت هنا!، تماما كما يقول "عادل إمام" في أحد مشاهده الكوميدية الشهيرة: "السواق يضرب، والركاب يضربوا، واللي جاي يضرب، واللي رايح يضرب، والستات تزغرد، والرجّالة تقول الله أكبر"! الخلاصة: لا تعلّق على أي رأي؛ طالما لم تعرف مصدره الحقيقي، ولا تدخل أي معركة ما دمت لا تعرف أطرافها الحقيقيين، وأهدافهم. الإنسان لا يجب أن ينساق وراء هذه المعارك الغامضة، فيجد نفسه وقد تحول دون أن يشعر إلى "دون كيشوت" آخر، يصارع طواحين الهواء، فتطرحه أرضا، وترض عظامه!.