لم تأت جلسة مجلس النواب اللبناني التي عقدت أمس بأي جديد، حيث لم يبلغ الحضور النصاب القانوني في الجلسة الثامنة لاختيار رئيس جديد، مما يشير إلى استمرار الفراغ في قصر بعبدا، ورفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة كي تعقد من جديد يوم 23 المقبل. وعقب إعلان رفع الجلسة استغل النواب بقية الوقت في توجيه انتقادات حادة لمقترح رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، حيث وصف عضو "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتفت المقترح بأنه "هروب إلى الأمام وتأجيل الانتخابات الرئاسية أشهر عدة وهذا شيء مخيف. فالاستهتار بموقع رئاسة الجمهورية إلى هذا الحد لا يبشر بالخير بأي طريقة من الطرق". من جهة أخرى، كشفت الأجهزة الأمنية وقوف عناصر تابعة لحزب الله وراء التوترات الأمنية التي شهدها مخيم شاتيلا أول من أمس، وأدت إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين. وأكدت أن بلال الزير الذي افتعل الإشكال وبادر إلى إطلاق النار هو أحد عناصر الحزب المذهبي، وقد تعمد إطلاق النار باتجاه القوة الأمنية الفلسطينية داخل المخيم. مشيرة إلى أن اجتماعاً تم بين الفصائل الفلسطينية وبعض قادة الحزب الذين أقروا بانتماء الزير إليهم، وطالبوا بتسليمه إليهم هو وزميله حسين تركماني الذي تورط بدوره في حادثة إطلاق النار. إلى ذلك، جدد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار عدم وجود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وقال في تصريحات إلى "الوطن" أمس "مرة أخرى نقولها واضحة وصريحة، إنه لا وجود لهذا التنظيم المتطرف في المدينة، وإن أهل طرابلس يتمسكون بالسلم الأهلي وينعمون بالأمن، ولا يصح أن يقال كلما شهدت البلاد أحداثاً أمنية إن طرابلس بيئة للمتطرفين، بل هي بيئة للآمنين والوسطيين، ونتحدى كل من يثبت خلاف ذلك". في سياق أمني، ألقى مجهول قنبلة يدويّة قرب أحد المقاهي في باب التبانة بطرابلس، مما تسبب في سقوط 5 جرحى إصابة أحدهم حرجة. وقالت مصادر أمنية إن الجيش قام بتطويق المكان، ولاحق رامي القنبلة الذي فرّ في الأسواق الداخلية على متن دراجة نارية. من جهة أخرى، أكدت كتلة "المستقبل" النيابية أن الدولة وحدها هي المكلفة بحماية اللبنانيين، وأنه ليس من حق أي تنظيم سياسي أن يدعي أحقيته في القيام بذلك الواجب. وبينت الكتلة في بيان عقب اجتماعها الأسبوعي الذي ترأسه فؤاد السنيورة أن الضامن الحقيقي لأمن لبنان هو إزالة أسباب الاحتقان، وفي مقدمتها ضرورة انسحاب حزب الله من سورية وتقيده بسياسة النأي بالنفس التي تبنتها الحكومة في إعلان "بعبدا".