يشهد شهر رمضان تنافساً محموماً من الجهات الرسمية كالمؤسسات والجمعيات الخيرية ومن الأسر والمتطوعين من طالبي الأجر في تنظيم موائد "إفطار صائم" التي لا يخلو منها أي مسجد أو جامع في كافة الأحياء خلال شهر رمضان. وتدخل كل عام على هذا المشروع الخيري أفكار وتنظيمات جديدة حيث يعمد كثير إلى التنويع في المواد الغذائية للإفطار واختيار أصناف معينة من التمور، فيما ذهب كثيرون في الآونة الاخيرة الى تسليم هذا المشروع الى مطاعم كبرى لتتولى عملية الاعداد وتأمين متطلبات الإفطار يوميا طوال الشهر، الا ان بعض الاسر لا تزال تفضل إعداد وجبات الافطار للصائمين في المنزل ومن ثم الخروج بها لمواقع الافطار عند المساجد. ولعل اللافت في هذه المشاريع هو تسابق الاطفال على توزيع هذه الوجبات على الصائمين وتنظيف الموقع بعد انتهاء الافطار قبيل صلاة المغرب طمعا في الاجر والمثوبة من الله، حيث يحرص آباؤهم على تعويدهم فعل الخير لصقل شخصياتهم وزرع حب الخير في نفوسهم منذ طفولتهم، كما يتسابق عدد من شباب الاحياء في هذه المشاريع في تجهيز الطعام وتوزيعه على الصائمين وامام اشارات المرور قبيل أذان المغرب. وتكتظ مخيمات افطار الصائمين بكثير من الوافدين من مختلف الجنسيات كما يشهدها بعض المواطنين لاسيما من كان على طريق سفر او من بعض المحتاجين، وتشكل المساجد الكبرى في مدن المملكة ملتقى لهذه المشاريع الخيرة حيث تشهد إقبالاً كبيراً من المقيمين وسط أجواء روحانية فريدة وتعمد بعض المساجد الى اقامة محاضرات للجاليات المسلمة بعد صلاة المغرب عن فضل الصيام وتعاليم الاسلام بالاوردو وبعدد من اللغات الاخرى.