وزارة الإسكان مطالبة الآن أكثر من أي وقت مضى، بالتحرك الفعلي لبدء تسليم الوحدات السكنية والقروض والأراضي للمتقدمين بطلب الاستفادة من هذه الخدمات، خاصة بعد الدعم الكبير الذي تلقته الوزارة من خادم الحرمين الشريفين، والتوجيه بتسليمها الأراضي اللازمة لتنفيذ مشاريعها. لا يكفي أن تطلق الوزارة بوابة «إسكان» ومن ثم تنتظر أشهرا طويلة تتخللها باقة من التصريحات المتعاقبة حول معوقات عدم الإنجاز، في الوقت الذي ينتظر المواطنون فيه، تصريحات بالمنجز، خاصة ان المواطن يقيس حجم الصلاحيات والدعم والميزانيات الممنوحة للوزارة والعمر الزمني الذي تستغرقه لإنجاز ما تعد به وما تنفذه على أرض الواقع. وكون الوزارة تتسلم أراضي غير صالحة للسكن لبعدها أو وقوعها في مناطق وعرة أو عدم صلاحية التربة فيها، فهذا بحاجة لتدخل عاجل لإلزام الجهات بالتعاون مع الوزارة لتحقيق مصلحة وطنية عليا تأتي على قائمة أولويات المشاريع التنموية الأكثر إلحاحا ومساسا بحاجات الناس ومطالبهم وذروة أحلامهم. وما قدمته الوزارة حتى الآن بالكاد يلامس الحد الأدنى من سقف الطموحات التي يأملها الناس، وليس في كل المناطق، ما زال هناك عمل كبير وضخم ينتظر من الوزارة، ولا بد للجميع أن يساندها لإنجاز المشروع الأهم وهو «الإسكان»، وكل ما بعده يمكن معالجته والمضي فيه بوتيرة أقل ولا بأس، لكن الإسكان سيظل الأكثر حساسية وأهمية.