×
محافظة المنطقة الشرقية

مشروعات تنموية بالعليا

صورة الخبر

بقلم - تيد كروز ترجمة - بشرى الفاضل لماذا يستمر الرئيس الأمريكي أوباما في دعم محمد مرسي وليس المتظاهرين؟ في يوم الأحد 30 يونيو، خرج الملايين من المصريين للاحتجاج على الرئيس محمد مرسي ونظامه الذي يهيمن عليه الإخوان المسلمون، وقد ضاق المصريون ذرعا بإدارته الكارثية للاقتصاد وتجاهله الممنهج للحريات الدستورية، خرج الشعب المصري إلى الشوارع للمطالبة باستقالة الرئيس مرسي وكانت الجموع تهتف «ارحل! ارحل!» فيما بدا أنه أكبر مظاهرة في تاريخ الشرق الأوسط إن لم يكن في العالم. لقد كان المشهد يأخذ بالأنفاس؛ ويحتمل أن تكون لحظة فاصلة، وخلافا لحركة الشباب الغاضب، الساخط الذي خرج خلال الربيع العربي في عام 2011، فإن هذا الزخم الحالي مثل الاحتجاجات الأخيرة في تركيا، كان يتكون في غالبه من مواطنين من الطبقة الوسطى يحتجون على نظام تهجم على الحقوق وعلى استقلالية الصحافة والقضاء، وقام بتدمير الاقتصاد في أثناء مساره التدميري، وبينما كانت هناك بعض أعمال العنف المؤسفة، إلا أن حركة (تمرد) دعت لتنظيم تظاهرات، وجمع توقيعات لسحب الثقة عن حكومة مرسي بلغت 22 مليون توقيع بالفعل، وهددت بعصيان مدني وإضرابات إذا لم يقم مرسي بالتنحي طواعية. ويتوقع المرء أن يجد حكومة الولايات المتحدة تقف بحزم مع هؤلاء الناس، بعد بحثنا الطويل عن شركاء علمانيين وديمقراطيين في العالم العربي، يمكن أن نجد أرضية مشتركة معهم، وبالتأكيد يمكننا أن نشهد قيمة إدارة مصرية جيدة تقف ضد الإرهابيين في سيناء وفي كل مكان وبالتأكيد كان يمكننا أن ندعم حكومة تنهض كمثال لشعوب دول تعاني مثل ليبيا وإيران. لكن من المؤسف له والمأساوي أن أمريكا تنحت جانبًا واتخذت خطًا هامشيًا في الصراع الدائر، وقد تم تقليص عدد أفراد مستخدمي السفارة الأمريكية في القاهرة، وصدر تحذير من سفر الأمريكيين إلى مصر لسبب وجيه، كان الناس المحتجون والمتظاهرون في الشوارع لا يحملون فقط اللافتات المناهضة لمرسي، بل كانوا يحملون أيضا لافتات عليها شعارات من نوع «أوباما يدعم الإرهاب» و»أوباما يدعم مرسي»، وكذلك صورا للسفيرة الأمريكية في مصر، آن باترسون وعلى وجهها علامة اكس كبيرة حمراء، كما أحرقت بعض صورها أثناء المظاهرات، وفي يوم الجمعة طعن الشاب الامريكي أندرو دريسكول بوشتر حتى الموت بينما كان يلتقط صورًا للمتظاهرين وهو طالب جامعي جاء ليدرس اللغة الإنجليزية لبعض التلاميذ في الإسكندرية. وفيما قد يكون واحدا من الإخفاقات الدبلوماسية الأمريكية المذهلة إلى حد كبير في الذاكرة الحديثة، فإن الولايات المتحدة كانت في التصور وفي والواقع قد أصبحت شريكًا لنظام إخواني قمعي عدو لمعارضة علمانية مؤيدة للديمقراطية، لا يجب أن تكون الأمور بهذه الطريقة. فعندما انتخب مرسي قبل أكثر قليلا من العام، كان يمكن للرئيس باراك أوباما أن يعرب عن تحفظات قوية حول أن يصبح عضو في جماعة الإخوان مسلم مسيطرًا على البلاد، وكان ينبغي أن يكون أيضا أكثر تشددًا حول استخدام المعونة الأمريكية لانتزاع تنازلات من الحكومة المصرية في مجال حقوق الإنسان، فضلا عن الإصلاح الاقتصادي والسياسي، لكن بدلا من ذلك، قام بالاتصال بصفة شخصية لتهنئة مرسي، ووصف انتخابه بأنه «حدث مهم» في مسار تقدم مصر نحو الديمقراطية، وتعهد بواحد مليار دولار من المساعدات التي يمولها دافع الضرائب الأمريكي، وفي الأشهر التي تلت ذلك، تلقى مرسي دفقًا مستمرًا من المساعدات من الولايات المتحدة في شكل مبيعات أسلحة ومساعدات مالية غير مشروطة، وزيارات من مسؤولين رفيعي المستوى مثل وزير الخارجية جون كيري وكلها كانت خطوات أمريكية تعزز قوة وشرعية نظام مرسي. وبتشجيع ودعم من الولايات المتحدة، عزز مرسي سلطته بإزاحة القيادة العسكرية المؤيدة تقليديًا للولايات المتحدة، وفرض دستورًا إسلاميا، قام بتهميش السلطة القضائية، وغض الطرف عن الهجمات الوحشية ضد الأقليات الدينية، بما في ذلك المسيحيون والمسلمون الشيعة، وبدأ مرسي أيضا التحرك من أجل الإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن، الذي دبر تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993، وسرعان ما برزت في الضوء تصريحات مرسي السابقة المسيئة حين وصف اليهود بـ»مصاصي الدماء» و»أحفاد القردة والخنازير» ومع ذلك، واصلت الولايات المتحدة وضع مواردها تحت تصرفه. لقد أضاعت إدارة أوباما فرصة أن تدعم المعارضة التي التفت حول حركة «تمرد» وبالتالي تدعم المصالح الأمريكية دون أن تطلق طلقة واحدة، كانت أولوية الدبلوماسية الأمريكية هي إطفاء نيران التوتر والإبقاء على الوضع الراهن وقتها كما هو وقالت السفيرة آن باترسون انها متشككة للغاية في تحركات المعارضة، ولم يقدم أوباما في تصريحاته وهو يجوب إفريقيا زائرًا أي كلمات تدعم المتظاهرين وبدلا من ذلك طلب من المتظاهرين والمحتجين أن يظلوا هادئين وقدم نصائح لمرسي للدخول في تفاوض. تصريحات اوباما جاءت على النمط المألوف والمعتاد، ونحن نشهد لحظة فرصة حقيقية للإصلاح في مصر في الوقت الراهن، تماما كما شهدنا لحظات من الأمل في إيران في عام 2009 وفي سوريا في أوائل عام 2011، في كلتا الحالتين السابقتين في إيران وسوريا كان يمكن أن تقوم الولايات المتحدة بتشجيع التغيير الحقيقي من خلال الدعم الاقتصادي والمعنوي القوي للمتظاهرين والضغط الدبلوماسي على النظام، ولكن في كلتا الحالتين، اختارت الولايات المتحدة سياسة الصمت الاستراتيجي. والنتيجة؟ في إيران، رأينا النافذة من أجل التغيير قد أغلقت بصورة مفاجئة كما سحق الملالي الاحتجاجات بوحشية وتسارع برنامج إيران النووي، وفي سوريا، وكان الأمل في أن يكون الرئيس بشار الأسد قد تحول إلى الإصلاح أملًا لا أساس له وانحدر الوضع إلى حالة من الفوضى، بتنا نشهدها اليوم، وقتل حوالي 100,000 مواطن سوري، وشارك كل من حزب الله وتنظيم القاعدة في الحرب الأهلية الشرسة وهي الحرب التي يجر الرئيس الأمريكي الولايات المتحدة لها الآن وإن كان ذلك مع عدم وجود هدف واضح أو استراتيجية. نأمل، أن تتجنب ادارة اوباما تكرار نفس الخطأ مرة أخرى في مصر، ونحن نستعد للاحتفال بالذكرى 237 لإعلان الاستقلال هذا الأسبوع، ففي جميع أنحاء العالم نرى المصريين وهم يشهدون ويفرحون بولادة الحريات في بلادهم، انه لأمر مؤسف حقا أن سياسات أوباما قد أثارت الكثير من العداء تجاه الولايات المتحدة من أناس كان يجب أن نكون نحن الأكثر توقًا لدعمهم، وكان الأمر سيكون أكثر سوءًا لو أن دعم الولايات المتحدة لمرسي أبقاه في السلطة. وبما أن الرئيس أوباما رفض أن يتحرك تجاه الشعب المصري يجب أن يقوم الكونجرس بهذا الدور فيجمد أي دعم تم للإخوان المسلمين في مصر وان تكون هناك شجاعة للتحدث بقوة مع هؤلاء الذين يقومون بالتوجه الديمقراطي في مصر.