×
محافظة المدينة المنورة

طيبة النسائية تستقبل ملهمات سعوديات

صورة الخبر

التصريح الذي أعلنه الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني وبثته وكالة أنباء إيرانية شبه رسمية -ثم أجرت تعديلا عليه لاحقا- وأعلن فيه أن النظام السوري قد استخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه وعليه أن يتحمل عقابا على ذلك.. لا يجب أن يمر هذا التصريح بدون وقفة تأمل حقيقية، فقد تعود الإيرانيون على الشفافية التي يتسم بها رفسنجاني في الحياة السياسية الإيرانية وفي المنطقة. وأود أن أضيف إلى ذلك أن الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني ما زال متعقلاً في تصريحاته نحو الوضع في إيران، ولم تصدر عنه أي تصريحات متشنجة مثلما هي الحال مع بعض القادة العسكريين أو البرلمانيين أو المحللين السياسيين الإيرانيين، وهنا يجب أن نتوقف كما توقفنا أمام تصريحات الرئيس السابق رفسنجاني.. وبين هذه التصريحات المتعقلة نسبيا وبين التصريحات المتشنجة توجد حقيقة ماثلة أمام المؤسسة السياسية الإيرانية أن بشار الأسد فعلا قد استخدم الأسلحة الكيماوية وأن إيران يجب أن يكون لديها خط رجعة تنسحب وراءه إذا تفاقم الوضع في سوريا وتم ضرب النظام هناك.. واقترح أن يتم دعم التيار المتعقل في السياسة الإيرانية بإرسال وفود سياسية كبيرة من دول تركيا ودول الخليج العربي من أجل إتاحة الفرصة للأصوات المختنقة في إيران للتعبير عن آرائها واتجاهاتها بوضوح أمام الرأي العام الإيراني.. هذه الجبهة يجب اختراقها وعاجلاً.. ما نلاحظه خلال الأسابيع الماضية أن دول التحالف (المحور) الرأسي والمكونة من تركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر وربما على استحياء الأردن والداعمة للشعب السوري من خلال الجيش السوري الحر لم تتحرك إعلاميا وسياسيا بالشكل المطلوب لتوضيح طبيعة الجريمة بل الجرائم التي يرتكبها الرئيس السوري بشار الأسد.. وما تحتاجه دول التحالف الرأسي هو الحراك السياسي والإعلامي مقابل ما يقوم به المحور الأفقي المكون من إيران والعراق (الحكومة المالكية) وحزب الله في دعمهم للنظام السوري.. وخلال الأيام الماضية فقط شهد العالم تحركا كبير من دول المحور الأفقي في كل دول العالم من أجل خلط الأوراق والتشويش على قرار الضربة العسكرية التي يتوقعها النظام نتيجة استخدامه للسلاح الكيماوي ضد شعبه في أحياء مدنية على حدود عاصمته دمشق.. ولا شك أن روسيا تلعب دوراً مقززاً في المنطقة بهدف إضعاف التحالف العالمي ضد نظام بشار الأسد وبهدف إطالة بقاء وجودها كدولة عظمى في المنطقة كآخر ورقة تلعبها لإنقاذ تواجدها في منطقة الشرق الأوسط.. وهي تعلم أن خروجها من سوريا يعني خروجها من المنطقة العربية.. ونعود مرة أخرى إلى إضافة أن دول التحالف الرأسي لم تتحرك رسمياً كذلك تجاه روسيا من خلال تعزيز الحضور السياسي والإعلامي والشعبي مع روسيا ويجب التوضيح لهم قناعات الحكومات والشعوب العربية أن النظام السوري هو الذي ارتكب المجازر الكيماوية.. وبدل أن تجلجل أصوات بوتن ولابروف وعملاء السلاح الروسي في مختلف وسائل الإعلام العالمية يجب أن تكون هناك أصوات أخرى تبرز حقيقة ما يدور داخل سوريا من جرائم إنسانية ارتكبها النظام السوري.. وهناك أدلة مادية تقرن النظام السوري باستخدامه للسلاح الكيماوي، ومن يعرف حساسية الغوطة كمنطقة استراتيجية كان يخشى بشار الأسد من أن تكون بداية لسقوط دمشق، وكانت هذه الوضعية هي التي أفضت إلى محاولة النظام إيقاف تحركات الجيش الحر، ولهذا وصل النظام إلى مرحلة يأس جعله يقذف بسلاحه الكيماوي.. هذا على مستوى الذهنية القمعية التي يمتلكها نظام بشار الأسد ولهذا ليس مستغربا شروعه في استخدام هذا السلاح ضد تقدم الجيش الحر لمنع تقدمه إلى داخل العاصمة.. وما يلفت النظر أن النظام السوري ما زال مستمراً في الادعاء أن الجيش الحر هو من استخدم السلاح الكيماوي في الغوطة، وادعائه المستمر أن الضحايا من الأطفال والنساء الذين قتلوا في الغوطة هم ضحايا ما يسميهم النظام بالعصابات المسلحة، ولكن الملفت أكثر أن النظام السوري يتحاشى عرض لقطات الضحايا على شاشات تلفزته دون تبرير، وفي ظن الجميع أن إحساس النظام بالذنب ومعرفته بكونه الفاعل الحقيقي كان وراء هذا التجاهل الإعلامي.. وإلا ما دام هو مدعيا أن الجماعات أو العصابات الإرهابية وراء هذه الأعمال فلماذا لا يعرضها على شاشاته الوطنية.. سؤال محير جدا.. alkarni@ksu.edu.sa المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية - رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام - رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك خالد