في الوقت الذي يبحث ملايين الجياع عن لقمة تسد غول الجوع الذي يفتك بأجسادهم ويترك أمعاءهم فارغة، يتقاذف قلة من لاعبي كرة القدم مـلايين الـدولارات أو اليوروات أو الجنيهات الإسترلينية أو حتى الريالات مثلما يتقاذفون الكرة. العالم يئن من صراخ الجياع والمعوزين وينتشر المشردون في بقاع العالم، بعضهم تلتهمهم مياه البحار والبعض الآخر تقضي عليهم الأسلحة الكيماوية والبعض الآخر يغادرون الحياة والدنيا دون أن يشعر بهم أحد لأنهم ببساطة لم يجدوا ما يسد أودهم ويشبع جوعهم، في حين يتلاعب بعنقه أشخاص الملايين بمختلف عملات العالم. اللاعب الويلزي بيل جارث اشتراه نادي ريال مدريد بمائة مليون يورو! يقول النادي الإسباني إنه سيعوضها من دخل الإعلانات.. إعلانات يظهر فيها اللاعب وتباع (الفانيلة) التي تحمل رقمه، في حين يعجز العالم كله عن تمويل مساعدات للجياع!! الأندية الإنجليزية أنفقت على صفقات انتقال اللاعبين في مرحلة التسجيل الصيفية نصف مليار جنيه إسترليني، أي ما يعادل 780 مليون دولار، وفي دول أوروبية أخرى تتناثر ملايين الدولارات لشراء اللاعبين الذين كل ما يفعلوه هو الجري وتناقل الكرة لإمتاع المهووسين الذين يمولون صفقات شراء اللاعبين بالجري خلف مبارياتهم وشراء التذاكر والمتعلقات الشخصية للاعبين من ملابس ومما يروجون له في الإعلانات التلفزيونية، ولهم في ذلك أساليب مضحكة مبكية، أحد المهووسين باللاعب البرتغالي كرستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد، اشترى «شامبو» ظهر به رونالدو في إعلان تلفزيوني يستحم به ويغسل شعره، أن تشتري «شامبو» فذلك أمر طبيعي، أما إذا كنت أصلع -مثل ذلك المهووس- ولا توجد شعرة واحدة على رأسك وتشتري شامبو لأن رونالدو يستعمله أو يروج له فذلك جنون الكرة الذي رفع أسعار لاعبين بعضهم لا يحمل تأهيلاً دراسياً، وأصبح وقبل أن يصل إلى الثلاثين من عمره يمتلك الملايين! أحد اللاعبين السعوديين يمتلك برجاً سكنياً يسعى أحد الأساتذة من حملة الدكتوراه أن يجد له شقة في ذلك البرج، بعد أن عجزت شهادة الدكتوراه من توفير سكن له وفشل منصبه الجامعي في أن يصل إلى مستوى ذلك اللاعب الذي لم يحصل بعد على الثانوية العامة..!! jaser@al-jazirah.com.sa