×
محافظة مكة المكرمة

مصرع ضابط وفردين في انقلاب مركبة الدورية بالخرمة

صورة الخبر

من المفترض أن تكون قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في سان بطرسبرج يومي غدًا الخميس وبعد غدٍ الجمعة، أمرًا سهلاً ويسيرًا بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يستضيف زعماء الدول العشرين صاحبة أكبر اقتصادات في العالم في قصر رائع المنظر يقع على مشارف مسقط رأسه الشهير، ويقودهم إلى الاتفاق بشأن وسائل العلاج المهمة التي تكفل النمو المستدام. لكن ثمة ما قد يفسد أجواء الاحتفال بالقمة، رغم حقيقة اتفاق الخبراء على أن موسكو استعدت جيدًا لها، وأن المشاركين فيها قد أشاروا إلى دعمهم الواسع لأهدافها، الأزمة السورية هي أكثر ما يمكن أن يفسد جو الاحتفال. ورغم إنكار واشنطن عدم إدراج الأزمة في الشرق الأوسط على جدول الأعمال، إلاّ أن المسؤولين الروس يخشون من أن تسرق هذه الأزمة الأضواء.     وفي تغريدة له على الانترنت قال أليكسي بوشكوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب الروسي (الدوما) «يحاول أوباما الان استغلال قمة مجموعة العشرين في تبرير توجيه ضربة لسورية». الأهم من ذلك أن بوتين سيجد نفسه ولمدة يومين وسط الرئيس الامريكي باراك أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وبرغم تصويت مجلس العموم في بريطانيا برفض التدخل في الاسبوع الماضي  وقرار أوباما بانتظار تصويت الكونجرس إلا أن الزعماء الثلاثة من أشد المؤيدين لتوجيه ضربات عسكرية لاذكاء التمرد ضد الرئيس السوري بشار الأسد. لذلك فإنه بالنسبة لبوتين، الذي يعتبر على نطاق واسع أقوى حلفاء الأسد، يبدو قيامه بدور الوسيط في الازمة السورية أمرًا غير محتمل تمامًا. وممّا يزيد من تعقيد موقف الزعيم الروسي حقيقة أن أوباما أهانه علنا الشهر الماضي بإلغائه قمة منفصلة مع بوتين كان من المقرر أن تعقد في موسكو قبل وقت قصير من قمة سان بطرسبرج.     في حين أومأ الكرملين إلى أن بوتين لا يزال منفتحًا إزاء المحادثات الثنائية مع أوباما خلال قمة مجموعة العشرين، إلا الواقع العملي خلال القمم الماضية أثبت أن واشنطن كانت دائما ما تعمل على إفساد هذه الآمال. ويوم الجمعة الماضي قال مسؤول بارز بالبيت الأبيض إنه لا يتوقع عقد أي اجتماع لأن «هذه ليست زيارة لروسيا ولكنها رحلة إلى مجموعة العشرين التي يتصادف أن تستضيفها روسيا». لكنه أضاف أن أوباما وبوتين سيكون لديهما «فرصًا كثيرة للانخراط» أثناء القمة. ويقول بعض المحللين إن العلاقات بين الرئيسين وصلت إلى أدنى مستوى لها على الاطلاق.فقد قال أندريو كوتشينس بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن للصحفيين قبيل قمة العشرين «هذه تعد أسوأ علاقة شخصية بين زعيمين روسي وأمريكي -وربما أمريكي وسوفييتي- في التاريخ. وأردف يقول إن الزعيمين لا يحترمان بعضهما البعض على المستوى الشخصي، وأن بوتين لن ينسى الاهانات الشخصية مثل وصف أوباما له مؤخرًا بأنه «الولد الممل الذي يجلس في آخر حجرة الدراسة بالمدرسة». لكن آخرين قد أشاروا إلى إبداء الكرملين قدرًا ملحوظًا من ضبط النفس تجاه الولايات المتحدة، وذلك بعدم انتقامه بشكل مباشر من إهانة أوباما. وكتب المحلل الكسندر جولتس المتخصص في شؤون الدفاع مؤخرًا في صحيفة موسكو تايمز: «موسكو في حاجة للحوار مع واشنطن لأنه بدون هذا الحوار تفقد اتهاماتها (للولايات المتحدة) مغزاها». وفي ظل هذه الظروف قد يتصرف بوتين بنفس الطريقة التي تنتهجها بلاده إزاء التدخل بقيادة الولايات المتحدة في سورية أي ألا يثير الموضوع على الاطلاق. كما قال اليكسي مالشيكو بمركز كارنيجي في موسكو إنه ربما يكون وضع أخرق أن يجلس بوتين وأوباما في نفس الغرفة ولا يتطرقا إلى سورية، بينما يستعر لهيب الحرب الاهلية هناك. وأردف يقول «لكن كل ما يستطيع بوتين عمله هو أن يرسم ملامح الصرامة والجرأة على وجهه».