×
محافظة المنطقة الشرقية

جامعة الدمام تبرم عقوداً لمشروعات حيوية بقيمة 876 مليون ريال

صورة الخبر

مواقف متناقضة تعيشها جل الأندية السعودية، خصوصا في دوري "عبداللطيف جميل" ودوري "ركاء"، لا تدري اي المواقف تصدق، واي ما يطرح من تصريحات تقتنع به وتسلم بحقيقته؟ تارة تعلن اقترابها من الافلاس والدخول في ازمات مالية خانقة تفرض عليها التقشف وربط الاحزمة وعدم القدرة على تسديد حتى قيمة المعسكرات، وعشاء ليلة واحدة، وقيمة تذكرة مدرب واقامة لاعب، وتارة اخرى تبرم الصفقات بارقام مالية خيالية وكأن لديها بنوك تتحكم بالصرف منها متى ما ارادت. ما نتائج البذخ المالي المستمر.. وإلى متى ترزح الرياضة تحت وطأة التخطيط السيئ؟ بين الموقف الأول والأخير تقف مذهولا وغير قادر على تجميع شتات افكارك، هل هذه الاندية التي كانت تصرخ وبعضها ليس لديه مقرات، وتنادي عبر الاعلام بمساعدتها والتصدق عليها من الشرفيين ورجال الاعمال والمال وتوشك ان تسلم نفسها الى رعاية الشباب وهروب الادارات عنها، ام تلك الاندية المليونيرة التي تنثر ملايين الريالات على صفقات اجنبية مضروبة، وأخرى محلية على طريقة (شختك بختك)؟، فجأة تظهر هذه الملايين وتعقد الصفقات من رحم الازمات المالية التي كانت تحاصر الاندية، وتجبر بعض رؤساء الاندية على التصريح بأنه أخذ سلفة، ترى من اين جاءت هذه الملايين بين يوم وليلة؟ ولماذا حضرت على وجه السرعة؟. الشرفيون جمعوا كل ما لديهم وتكفلوا بها ام الادارات، ام انها هبطت من السماء فتلقفتها الميزانيات الخالية مجرد ان فكرت بابرام الصفقات؟ امر محير وأنت تقرأ وتشاهد الاموال الكبيرة تبدد على لاعب مصاب وآخر متواضع الامكانات وثالث جاء بتوصية سمسار ورابع تم التعاقد معه لأن مدرب الفريق من بلاده، ومن يدري فربما اتفقا على النسبة، هذا الهدر المالي الكبير الذي يقابله انين الادارات لم يضف اي جديد مع الاسف لمسيرة الرياضة والاندية، بل كان وبالا عليها، والدليل النتائج الحالية التي وضعت الكرة السعودية في تصنيف متأخر على المستوى الدولي والقاري، كل ما ارتفعت قيمة الصفقات هبط مستوى الرياضة، والاسوأ ان من يتم الاستغناء عنه في اعوام سابقة، يعاد على طريقة "التدوير" للتعاقد مع اندية مرة أخرى، فلا تدري ما الاستراتيجيات، وكيف تفكر الادارات التي تعد بالبطولات فتتقدم مرحلة جديدة نحو الاخفاق؟، هل ما تفعله من تلقي نفسها وتصرف اداري بحت ام بتوصية من المدربين الذين هم الاخرين تلغى عقودهم ثم تعود لهم الاندية مرة اخرى بعقود اكبر من العقود التي ابرمت معهم سابقا؟، وهذا ما انهك الرياضة بكل اسف واستنزف خزائن الاندية ووضعها (على الحديدة)، لماذا؟ لأن الخطط والاستراتيجية المالية والادارية القريبة والبعيدة غائبة، هم الادارة - أي إدارة- الاكبر ان تحقق نجاحا وقتيا؛ ليقينها انها ربما لا تستمر في الموسم التالي، وهذا يعكس روح الانهزامية وضعف الارادة وسوء القيادة في الرياضة بصورة عامة، نادرا ما يأتي رئيس ناد وهدفه رسم الخطط طويلة المدى التي تكون مرتكزا اساسيا لمن يأتي للعمل بعده بصورة تصاعدية، وليس البداية من الصفر، بعدما يجد النادي منهكا بالديون وعقود اللاعبين منتهية ومنسوبي النادي بلا رواتب. مع الاسف الملايين تتطاير هنا وهناك على (صوير وعوير) من انصاف اللاعبين من دون ان يكون لها أي اثر ايجابي على مستوى الرياضة، لا رعاية الشباب تدخلت وحمت الرياضة والاندية من الفوضى، ولا الاتحاد السعودي وضع الاستراتيجيات الادارية والمالية على صعيد كرة القدم، ولا الاندية اصبحت قادرة على التعلم ومواكبة العصر بخطط تبعدها عن زمن ادارة الهواة، وايام الملاعب الترابية والانجيلة. وتستغرب اكثر عندما تستقيل هذه الادارة أو تلك من دون ان يسألها أحد عن الديون التي خلفتها وجعلت النادي يترنح بسببها ويعيش اوضاعا صعبة فرضت على بعض الادارات الخروج بتصريحات تهدد من خلالها بترك العمل في مجال الرياضة، وترك الجمل بما حمل، والمضحك انه على الرغم من الازمات التي تقول هذه الادارات انها تعانيها عند قدومها وبعد خوض التجربة، فهي متمسكة بالمنصب، ولا يمكن ان تتزحزح عنه، وهناك من يقول انه جاء للرياضة عن طريق الخطأ وان المكان لا يناسبه بعدما عاش المعاناة، ترى لماذا لا يستقيل ويترك المهمة لغيره اذا كان كلامه صحيحا؟ لماذا يصر على البقاء خصوصا ان رعاية الشباب لن تسأله عن ريالا واحدا اين انفق؟ وعندما نشير الى هذا الأمر فلا يعني اتهام أحد انما لمعرفة النتائج ومقارنتها بالبذخ المالي الكبير، وربما تعادل الملايين التي صرفتها الاندية على اللاعبين والمدربين والمعسكرات ميزانية احد الدول لعام واحد، وهذا أمر يدعو الى التساؤل حول مسار الرياضة الخاطئ وكيف يتم توجيه بوصلته نحو المسار الصحيح بدلا من الاخفاقات المستمرة التي عانت منها الكرة السعودية. ايتها الاندية (ارسوا على بر) فما ان تثبتوا المعاناة المالية التي تدعونها وبالتالي ايقاف الصفقات المُبالغ في قيمتها التي جعلت قيمة انصاف اللاعبين تصعد الى السماء على طريقة اسعار السلع وجشع التجار او ان تلتزموا الصمت، وتعملون وفق خطط تجلب لكم النجاح وتحقق لكم النتائج بما يتلاءم مع مئات الملايين التي لو انفق نصفها على بناء ملاعب ومنشآت تخدم الشباب لربما كان اجدى نفعا بدلا من الواقع المزري والحال المائل والمعاناة التي تتجد في كل موسم.