تفاخر وزارة العمل بأن حملتها صححت أوضاع أكثر من خمسة ملايين وثلاثمائة ألف مقيم مخالف لأنظمة الإقامة والعمل، لكن الرقم في الحقيقة يكشف لنا أن سوق العمل السعودي كان مرتعا لملايين المخالفين يسرحون ويمرحون في ميادين العمل طيلة عقود من الزمن في غياب حزم القانون!. وغير الواقع المؤلم الذي كشفته الحملة لحجم المخالفات في سوق العمل السعودي، فإن اللافت أن الحملة التي جاءت لتصحح المخالفات باسم القانون، خالفت القانون في سبيل تحقيق ذلك، فالسماح للمقيمين بنقل كفالاتهم ونقض عقود عملهم مع كفلائهم الأصليين دون تعويض هؤلاء الكفلاء عن خسائر الاستقدام والتخلف عن العمل مخالف للنظام الذي يتطلب موافقة الكفيل على نقل الكفالة أو مغادرة المكفول عند عدم الرغبة في إتمام مدة العقد!. لقد تمت في الحقيقة مكافأة المخالفين، وسمح لمن ساهموا بتشغيلهم والتستر عليهم وخلق سوق العمل السوداء بالفوز بهم، بينما تعرض الكفلاء النظاميون للظلم والخذلان!. أخيرا أسأل وزارة العمل المزهوة برقمها المليوني: إذا كان خمسة ملايين وثلاثمائة ألف من المقيمين صححوا أوضاعهم المخالفة لنظام الإقامة والعمل من بين ثمانية ملايين مقيم في المملكة، فكم عدد المقيمين النظاميين؟! الرقم الناتج عن عملية الطرح صادم ويستحق التصفيق .. طبعا ليس تصفيق الأيادي!. jehat5@yahoo.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة