تشكّل المُذنّبات Comets نوعاً من المكانس الفضائية، إذ تراكم أثناء مشوارها الطويل في فضاء المنظومة الشمسيّة، جزيئات غازية وحبيبات رمل معلّقة في صقيع الفراغ الكوني بعيداً من الشمس، ثم تنفث هذه الأشياء حين اقترابها من الشمس، فتتناثر على مسافات ربما لا تكون بعيدة نسبيّاً عن مدار الأرض أو المريخ أو الكواكب السيّارة الأخرى. وفي كل مرّة يعبر مُذنّب قرب الشمس، فإنه يسخن وينتفخ في السماء، ويتشكل له ذيل طويل من رذاذ الثلج والغبار المتبخّر. ثم ينقذف هذا الذيل بأثر رياح الشمس (وهي عصف من الجزيئات المشحونة المنطلقة من الشمس بسرعة فائقة)، فيمتد على مسافة آلاف بل ملايين الكيلومترات خلف نواة المُذنّب. وكذلك يتبخّر جزء من مادة المُذنّب، أو تقتلع من ذيله، فيتشكّل جرف من الرذاذ يدور في شكل مستقل في مدار المُذنّب الأصل. وكثيراً ما يحدث أن يتقاطع مدار الأرض مع مدار هذا التجمّع لفتات المُذنّب، فتجذبه الأرض تدريجاً، إلى أن تصل سرعة التجمّع إلى قرابة عشرات الكيلومترات في الثانية. وبهذه السرعة، يخترق التجمّع غلاف الأرض، ويحترق في طبقاته الجوية. وتضيء مُكوّنات التجمّع لتظهر شهباً أحادية أو «دوشات شهبية» في سماء الأرض. تحترق الغالبية الساحقة من هذه الحبيبات خلال ثانية أو أقل، على ارتفاع قرابة 90 كيلومتراً. ويستمر بعضها في الاحتراق لثوانٍ قليلة، بل تصل إلى قرابة بضعة كيلومترات من الأرض، لكنها نادراً ما تصل إلى سطح كوكبنا. وفي المقابل، تنجح بعض الشوارد الكونيّة الكبيرة نسبياً، في الوصول إلى سطح الأرض والارتطام بها، ما يجعلها تندرج في صنف النيازك Asteroids، وهي التي تشكل معظم الحفر الفلكيّة المنشأ على كوكبنا والكواكب السيّارة الأخرى في النظام الشمسي.