×
محافظة المنطقة الشرقية

ما هو البديل عن واشنطن؟

صورة الخبر

العبارات النارية التي أطلقها النظام السوري، وهو يواجه التدخل العسكري هذه الأيام من المجتمع الدولي، هي ذاتها التي أطلقها صدام حسين العام 2003 م، وهي ذاتها التي أطلقها بن لادن من قلب دولة الطالبان قبل عقد من الزمان، وهي ذاتها التي أطلقها القذافي في مستهل هذا العام: «أن تكون أرضهم مقبرة لجنود التحالف الدولي». أما مرسي فألمح في آخر خطاب له بأن خروجه من السلطة قسرياً يعني حماماً من الدم. فيما برويز مشرف يوم واجه ضغوطاً أمريكية وهندية حول إقليم كشمير أيام الحرب ضد القاعدة وطالبان 2002، كانت كفيلة بأن تحشد المجتمع الدولي ضده، ولكنه كان أكثر دهاءً وكياسة، حيث جنَّب باكستان حرباً مهلكة لشعبه، وأدار الموقف (بالممكن) وحارب الإرهاب والتطرف متحالفاً مع المجتمع الدولي ما جعله ينقذ القنبلة النووية الإسلامية من الدمار الشامل وفقاً للتلميحات الهندية وإبعاده عن النادي النووي. ونتيجة للضغوط التي واجهها من الداخل والخارج، وعندما وجد أنه غير قادر على إدارة (الممكن) قرر أن يستقيل، وأعلن ذلك في التلفزيون الرسمي العام 2008 م، واختار منفىً اختيارياً (دبي ولندن) وجمع ثروة من المحاضرات التي يلقيها على مستوى العالم. حسني مبارك كان أكثر حكمة عندما وجد أنه غير قادر على إدارة (الممكن وغير الممكن على حد سواء)، فأعلن تنحيه في يوم تاريخي في العام 2011م، وبن علي فضَّل الهرب وراحة البال والأمان العائلي وترك بلاده في خصومة حزبية حتى اللحظة، في حين ينشر أبناؤه صورهم على برنامج الإنستقرام، وعلي عبد الله صالح فاوضَ بشراسة حتى أنقذ نفسه لينتقل بعدها في صفوف أحزاب المعارضة اليمنية. بشار ما زال في سياسته المعهودة إدارة (التزمت) بامتياز، كل قرار يتخذه (أعنت) من القرار الذي قبله، وأفسد كل (السياسة والكياسة والدبلوماسية) عندما وقف ضد شعبه، لم يبدِ أي (مرونة) اتجاه الضغوط التي واجهها، ولم يبدِ ذكاءً وحنكة تُحسب له، ولم يجنِّب شعبه الهلاك، عطفاً على أنه جعل من المدن السورية (مدن أشباح) بالتعاون مع محاربين غرباء في تقدير خاطئ يشبه الحشف وسوء الكيلة. بشار وصل إلى مرحلة من (التعنت) السياسي درجة انتهى معها كقائد دولة، وصل إلى مرحلة أصبح غير محترم من شعبه ومن المجتمع الدولي، وصل إلى مرحلة يكتبه التاريخ فيها بأنه أسوأ قائد مرَّ على سوريا، ونتيجة لرعونته السياسية بات شخصاً غير مرغوب فيه لأي شراكة عمل سوى من الدول الخارجة عن القانون. كان بشار في كل قراراته يدير (غير الممكن)، وهي إدارة مصيرها الفشل، كشفت خلفيته السياسية الضحلة وأكدت إدارته (الممتازة) لكل ما هو خطابي وبلاغي وإنشائي، وغاب عنه أن السياسة «فن إدارة الممكن». nlp1975@gmail.com