أغلب المصارف تدعونا في السنين الأخيرة إلى الاقتراض. وقد يكون تحديث بيانات العميل أو تغيير رقم هاتفه أو عنوانه أصعب من عملية تنفيذ قرض..! ولو بدأنا بالمفردة "قرض" لرأينا أن اللفظة مشتقة من لفظة أخرى قَرَض. ولو كانت تنتهي بأخت الطاء "قرظ" لكنا أحلناها إلى المديح أو الإطراء لكنها بشكلها هذا تقترب من "القوارض" أي القواضم وهو كل حيوان ثدي صغير يأتي غالباً من رتبة القوارض التي تشمل الجرذان وما إليها. أعجب - ولا في الدنيا عجب - أن أغلب المصارف تدعونا إلى الاقتراض - أو الانقراض EXTINCTION..! وأعجب بل يضيق صدري أحياناً إذا قرأت في الصحافة أن بلدا ما وافقت على "قرض" لدولة أخرى، لأنني ما سمعت عن قرض جرى استيفاؤه بالكامل. ولابد من التأجيل..! ثم الجدولة..! وقد ينتهي الأمر إلى صدام مسلّح أو غزو في ليل مظلم. والبنك الدولي يقرض بعض الدول.. ولكنه يمرغها بالوحل.. ويكبلها بالشروط.. ورداءة الدفعات إلى آخره. وقرأت مصطلحاً غربياً يقول: IF YOY WANT TO LOSE HIM LEND HIM أي إذا أردت أن تخسر شخصاً ما، فاقرضه. وقال شاعر عربي فصيح قديم: إذا استثقلتَ أو أبغضتَ خلقاً وسَرّك بُعده حتى التنادى فشرّده بقرض دُريهماتٍ فإن القرض داعية البعاد وقرأت حكمة إنجليزية تقول: لا يُقرضك البنك إلا إذا أثبتّ له أنك لا تحتاج للقرض..!، بما معناه يرهن عقارك، يصادر جزءا من راتبك، يُطلبك بكفيل غارم..! ورأيتُ شعرا شعبيا لشاعر من الكويت يقول: اقساط سياره مع شقه ايجار ومعاش خدامه على طول مركونْ والقرض ناشبلك كما نشب ميدار بالحنجره ناشبْ محدد ومسنون فوايد وقسطن يخليك محتار تصير لا صاحي ولا انته بمجنون فوايدْ تحطّمْك وتصير منهار قسطك محدد يرفعونه ويِقْصون