التنظيمات والجماعات " المتأسلمة " تجدد أساليبها وتستطيع حفر أنفاق وشق طرق خلفية تحقق أهدافها أو هدفها الأوحد بوسائل وأساليب مختلفة، وبعيداً عن الأعين ،هنا، يكمن الخطر، خصوصاً اذا استخدمت سيدات لهن وضع اجتماعي أو علمي واقتصادي يجعلهن فوق الشك وبعيداً عن المراقبة والمحاسبة. (الشيطان شاطر ) كما يقولون، و ( الفار لعب في عبي ) وأنا أستقبل رسالة،لانشاء وقف لفلسطين في تركيا، وتهيئة المجتمع للاستعداد لحملة تبرعات على نطاق واسع، والمؤتمر عرض على الهواء في قناة الجزيرة. كما يقولون: ( اللي يتلسع من الشربة ينفخ في الزبادي) و( اللي يلدغه الثعبان يخاف من الحبل)ونحن أصابنا أكثر من اللسع واللدغ، ولكن بفضل الله، وبفضل التدابير الأمنية والقرارات الحكيمة، استطعنا أن نتجاوز ذلك الألم، الارهاب، لكن جمع الأموال يحتاج الى وعي، وحملات توعية خصوصاً بين النساء. لا بد أن نستشعر الخطر في كل حدث يلفت الانتباه، أو يحدث تشويشاً في العقل، حتى لوكان فردياً، كي لا نلدغ من مكمن نظنه آمناً. كم حكاية وقصة كانت مغلفة بعبارة ( ثار الشك في قلبي ولكني أسكته ) لأننا نظن أن بعض الأشخاص فوق الشبهات، فعندما تعتمل ثورة الشك في صدرك، تشك في ضميرك، ودوافعك، لذلك تعمد الى وأد الشك وختمه بالصمت. الشك هو الطريق الى اليقين. لا تسكت " صرير " الشك في قلبك حتى لو كان خافتاً، كم جريمة حدثت نتيجة تباطئنا في فهم الاشارات، أو نتيجة ترديدنا ( إن بعض الظن إثم ) بعض الظن، أي أن من الظن ليس إثماً، وككل شئ له أكثر من وجه حتى الحقيقة لها أكثر من وجه. الرسالة وصلتني أكثر من مرة، مما يؤكد أنها نشطة تلف وتدور على المجموعات والأفراد من خلال الواتس، فهي إذن ليست سراً، وهي تدعو " لمتابعة حدث تاريخي ستشهده مدينة أسطنبول يوم السبت 24/ مايو 2014م ويبث على قناة الجزيرة مباشر وهو "اطلاق وقف الأمة لخدمة القدس والمسجد الأقصى" وسيكون أول وقف في تاريخ الأمة لقبلة المسلمين الأولى يشارك فيه كل مسلم على وجه الكرة الأرضية ) اخواتي انشروا الاعلان وتابعوا الحفل، سنقوم بحملة كبيرة له بعد العودة بإذن الله) هذا كان نص الرسالة حرفياً. ربما الأمر ليس فيه خطر، لكن بعد أحداث الإرهاب، وخلاصنا منها، وبعد ما يحدث في دول الدمار العربي، لابد من التيقظ لكل أمر مهما كان غطاؤه جميلاً وبراقاً، إنهم يضعون السم في العسل، فكل شئ يمكن الشك فيه والحديث عنه بصوت عال ليصل الى من يهمه الأمر. ربما تكون هذه السيدة - صاحبة الرسالة - حسنة النية! هذا هو مكمن الخوف، ربما هذه السيدة وأخريات تستغل مكانتهن الاجتماعية، ويتم اختطاف ولائهن لفكرة الخير، وربما اختطاف ثقة النساء فيهن مما يسهل جمع الأموال. كم صدمنا في شخصيات نشاهد منها الظاهر الورع والتقوى، والحرص على عمل الخير، وتمارس في الخفاء أنشطة موجهة لأهداف أو دول وتنظيمات، والأمثلة كثيرة لكن ليس هذا مجال ذكرها، لكن فقط يمكننا العودة بشريط الذاكرة الى أيام نشاط جمع الأموال لأفغانستان وفلسطين وإطعام صائم وكفالة يتيم، ثم رأينا كيف استغل ضعاف النفوس هذه المناسبات والظروف وأخذ الأموال لتعود الينا أسلحة ومتفجرات. لكن الملفت في الأمر، والذي يستوجب طرح السؤال: لماذا لا يقام مثل هذا الوقف هنا– في المملكة العربية السعودية - طالما أنه من أموالنا؟ وسؤال آخر: لماذا تبثه قناة الجزيرة مباشر، لماذا لم تبثه قناة العربية أو mbc وروتانا خليجية مثلا، لماذا قناة الجزيرة حصرياً، وعلاقة قناة الجزيرة بجماعة الإخوان - المصنفة ارهابية -علاقة حميمة كالعاشق والمعشوق! لا بد أن نتوقع أن لدينا أسماء وشخصيات تنتمي لهذه الجماعة لا تستطيع أن تمارس نشاطها علناً، كما نعلم أن اسطنبول أصبحت هي الحاضن الثاني للإخوان أو هي الملجأ الأول نظراً لطبيعتها الخلابة ، لأن الاخوان يحبون الحياة بقدر ما يقذفون بشبابنا الى الموت لكنهم يتنعمون في معيشتهم ويتقلبون في رغد العيش سواء عن طريق التجارة التي برعوا فيها واستغلوا الدين للضحك على الناس. لم تعد العبارة القديمة ( الضحك على البسطاء ) مناسبة لواقع الحال، لأن من يضحكون عليهم- الآن - ليسوا بسطاء بل من أعلى الطبقات الاجتماعية، خصوصا بعد بيان وزارة الداخلية وتصنيف الجماعة ارهابية، اصبحت النساء هي الهدف أو الوسيلة لتحقيق خططهم وأهدافهم باستغلال التدين الشديد عند بعضهن أو حب عمل الخير، لذلك يمكن استثمارعبارة وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل: ( تخلينا عن أبنائنا فاختطفهم المتشددون) كي لا يتم اختطاف النساء وبسهولة. nabilamahjoob@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (27) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain