×
محافظة المنطقة الشرقية

الخادمات يهربن قبل رمضان والمغردون يلتمسون لهن الأعذار!

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي هي أكبر وسادة لو تم تجميع قطعها المتناثرة في كل وزارة وهيئة، وهي أفضل وسيلة للراحة من عناء المسؤولية، كما أنها وسادة رسمية في المقام الأول، لا يمتنع القطاع الخاص من استغلالها كلما رغب في ذلك، وهي من دون إطالة «وسادة التوعية»! كلما فشلت جهة في إحداث تغيير إيجابي ملموس في عملها لجأت إلى «وسادة التوعية»، ولا خلاف على أهمية التوعية، لكنها جناح واحد للتحليق إلى أعلى والتقدم إلى الأمام، أما أن تكون الجناح الوحيد فلا شك في أن المحصلة هي الفشل، والدوران في حلقة مفرغة. التوعية ضرورة لمن يجهل الأنظمة، وفيها تذكير لمن يخالفها، لكنها وحدها لن تمنع ذلك، إلا أن الأجهزة الرسمية وجدت فيها مبتغاها، بخاصة تلك الأجهزة الظاهرة على السطح، لأن هناك أجهزة موجودة ومختفية، وكأنها غير موجودة فعلاً وواقعاً. «وسادة التوعية» تعطي انطباعاً للمسؤول عن هذا الجهاز أو ذاك، أن إدارته تعمل وأن لها حضوراً، بدليل سيل الرسائل الجوالية والمطويات المتناثرة، بل إنك لو قدر لك وزرته في مكتبه لقدم لك «خيشة» من المطويات و«سيديات». يعطي هذا حضوراً وهمياً بنشاط وعمل لا يملس أثره، لكنه في وعي المواطن يقدم صورة للفشل والتعثر، بل ويمنح من يريد أن يستمر في ممارسة ما يمارسه من مخالفات وتجاوزات وقتاً ثميناً لتسجيل أهداف ذهبية. التوعية ضرورة مستمرة تتطور بتطور الحاجات والتنمية، لكنها ليست بديلاً من تطبيق الأنظمة بدقة وعدالة مؤطرة بشفافية حقيقية، المكسب الوحيد أننا أصحبنا نقرأ عبارات تبدأ بـ«عزيزي المواطن» و«أخي المواطن» بدلاً من «المذكور»، أما خلاف ذلك فلا يشاهد تغير، لا بطرق عصب «الوازع»، ولا عصب «الوطنية»!