للقصة المنشورة في وسائل الإعلام لفتاة «صفوى» العائدة من اليمن عدة أوجه تستحق التأمل والتعليق: ١) المرأة هربت متسللة إلى اليمن قبل ٣٠ عاما لتتزوج من خطيبها الذي فشل والدها في تزويجها منه بعد اعتراض أشقائها ! ٢) بعد ٣٠ عاما من الغربة تعود متسللة أيضا إلى المملكة رغبة في العودة إلى عائلتها بعد أن رزقت بأربعة أبناء، كان أحدهم يرافقها عند القبض عليها ! ٣) تم احتجازها في مطار جازان أثناء محاولتها صعود الطائرة المتجهة إلى الرياض ببطاقة صعود تحمل اسم راكبة أخرى زودها بها معد برنامج تلفزيوني اشتهر بتبني قضايا الإصلاح واحترام القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية ! بالنسبة للأولى فإن المرأة كانت ضحية قمع اجتماعي طبق قانون العيب دون أي اعتبار لرغبتها الشخصية أو مستقبل سعادتها أو حقيقة أنها هي من ستعيش حياتها لا من يتخذون القرارت بالنيابة عنها وتغيب عنهم في الغالب الحكمة في التعامل مع هذه القضايا العاطفية، و كانت النتيجة مؤلمة لجميع الأطراف ! أما بالنسبة للثانية أتساءل ما الذي دفعها للمجازفة بالتسلل رغم مخاطره دون اللجوء للسفارة السعودية لمساعدتها على إثبات هويتها وتأمين عودتها بالطرق المشروعة خاصة أن هناك برامج لدى سفارات المملكة تساعد على لم شمل أفراد الأسر السعودية وإعادة المغتربين منهم؟! أما الثالثة، فبقدر سعادتي بيقظة الإجراءات الأمنية في المطارات الداخلية، بقدر حزني عند طرح هذا السؤال: كيف يسمح برنامج يرفع شعار الإصلاح واحترام القانون لبعض العاملين فيه بمخالفة القانون والتحايل لارتكاب مخالفات تزوير الهويات و تهريب الأشخاص ؟! عكاظ