×
محافظة المنطقة الشرقية

تخفيضات قوية تقدمها «فواز الحكير» على الأزياء والأثاث في أيام المهرجان

صورة الخبر

خمسة رؤساء جمهورية حكموا مصر في أزمنة وظروف، حروب وتأميمات، وانفتاح، وتغليب الرؤية الشرقية على الغربية، ثم العكس، والرئيس عبدالفتاح السيسي هو سادس الرؤساء، وقد أنهى أمس مراسم تسلّم السلطة منتخباً، بمعنى أنه سيحكم وفق دستور وأنظمة حديثة غير مسبوقة في تاريخ مصر، وبفترة محددة سوف يتم فيها جرد حسابات المكاسب والخسائر، والتحديات هائلة، لأن مرور ما يزيد على نصف قرن تحمل فيها الشعب التضحيات الهائلة يريد الآن الحصول على جوائز الحرية والديمقراطية والتنمية ضمن مشروع استراتيجي يراعي الأولويات في الأمن والاقتصاد وتحديث كافة البنى الأساسية.. فالعالم المعاصر لم يعد يقتطع النسبة العليا من مداخيله لتذهب إلى التسلح أو الدعايات الممنهجة، وإنما بقدرة الشعب والدولة على الاستجابة لخلق مفهوم العمل بالانضباط والأداء والتعلم والتدريب، وهي المقاييس التي نجحت بها دول بلا موارد إلا ثرواتها البشرية، وحتى التزايد السكاني لم يُعق الصين والهند وأندونيسيا، ذات الكثافة الهائلة بشكل كبير، إذا استطاع التخطيط دمج تلك القوى في الحركة التنموية الشاملة، ومصر تملك إمكانات الموقع الذي لا يتوفر لبلد بإطلالات على آسيا وأفريقيا، ودول حوض البحر الأبيض المتوسط إلى جانب عمقها العربي الكبير، بحيث لو أحدثت تغييراً بنيوياً في الأداء على كل المستويات، القطاعات الحكومية والخاصة، وتحديث القوانين لدخول الشريك من كل الاتجاهات، فإنها سوف تقفز أكثر من درجة في ارتقاء سلّم التطوير، بشرط اختيار فرق العمل الفاعلة والنزيهة وذات الاختصاص الناجح.. فالرئيس السيسي لا يُطالب الآن بمنجز عاجل وسريع وهو الوارث لتركة من التعقيدات القديمة، وما خلفته سنوات الثورة، لكن حين يأتي اختيار فريق عمل يتحمل عبء المرحلة القادمة، ليقف على نواقص السياسات العاجزة، ويبدأ بالنقلة الأولى نحو أهداف محددة، فإن الرئيس وشعبه قادران على السير في الاتجاه الإيجابي.. الاحتفال بالتنصيب يؤكد مدى قيمة مصر ودورها القادم على المستوى المحلي والعربي والخارجي، والمملكة ومعها بعض دول الخليج العربي، ستكون مركز الثقل في التعاون المفتوح والانتقال السلس، في دعمها باعتبارها ركيزة الأمن والقوة في منطقتها، ثم إن المرحلة الدقيقة لا تحتاج إلى بلاغة الكلمات وإنما إلى العمل باعتباره الأساس في توجّه كل الأطراف.. مصر غنية برجالها ومواردها، وعندما تستقر، فإن طاقاتها الحيوية سوف تذهب إلى ما هو أهم وأجدى، ولعل دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد مؤتمر دولي لأشقاء وأصدقاء مصر تأتي لإخراجها من أزمتها الاقتصادية، ثم ثنى سمو ولي العهد وزير الدفاع الأمير سلمان في تصريحه بعد وصوله القاهرة لحضور المناسبة، ما وفر وقوف المملكة إلى جانب مصر حضوراً شاملاً في بذل جميع الإمكانات في دعمها مادياً ومعنوياً.. التضامن العربي نريده أن يخرج من الوعود والكلمات واللقاءات إلى التفعيل الكامل، لأننا في ظرف نحتاج إلى تأكيد الدور العربي، وإيقاف نزيف دمائه وإفلاسه المادي والسياسي، ومصر مع دول الخليج والمملكة، سوف يضعون خط البداية في هذا التضامن الجديد والذي بالفعل نحتاجه أمام شراسة الواقع وانحداره، وهي المهمة الكبيرة التي تجعلنا جميعاً في الخندق الواحد..