على الأمل في مرحلة جديدة وحياة سياسية مستقرة يعيش المصريون حالياً بعد 3 سنوات كانت مهمة في التاريخ المصري؛ لأنها تحولات سياسية واجتماعية عميقة رافقتها تحديات أمنية واقتصادية منهِكة. المصريون بدأوا أمس مرحلة جديدة من تاريخهم بتسليم السلطة للرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي، وهي مرحلة من تاريخ طويل يمتد لالآف السنين. والرئيس السيسي كثَّف ما يريد لمصر وشعبها بقوله «لنختلف من أجل مصر وليس على مصر». عبارة الرئيس الجديد حملت مغزى سياسياً وثقافياً وسقفاً لأي خلاف سياسي أو عقائدي، وهي ترسم ملامح المرحلة المقبلة لهذا البلد الذي زاد عدد سكانه على الثمانين مليوناً، ويحتوي على تنوع فكري سياسي وعقائدي مدعوم بالأطر التي تدير العملية السياسية والديمقراطية التي ترسخ القانون وخيار الشعب. السيسي أكد أيضاً عزمه على إعادة بناء «مصر القوية» التي طالما اعتز بها المصريون بقوله «مصر أم الدنيا»، كما قال: «سنؤسس لمصر المستقبل دولة قوية محقة عادلة سالمة آمنة مزدهرة تنعم بالرخاء تؤمن بالعلم والعمل وتدرك أن خيراتها يتعين أن تكون من أبنائها ولأبنائها». التحديات أمام الشعب المصري والرئيس الجديد كثيرة لكن أهمها مواجهة الإرهاب الذي يعصف بين الحين والآخر بمصر، كما أن التحديات الاقتصادية كبيرة فهي نتاج لتراكمات وتحتاج إلى عمل جاد ودعم من أصدقاء مصر. وقد كانت دعوة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لعقد مؤتمر للمانحين يشارك فيه أصدقاء مصر مهمة في هذا الإطار، وهو ما أشار إليه الرئيس المصري الجديد خلال كلمته أمس بعيد تسلّمه السلطة. وتقوية الوضع الاقتصادي المصري وعودة الاستثمارات إلى مصر تحققان مصلحة مصرية وعربية وتعود بالفائدة على الشرق الأوسط لأن ما يجري فيها لا يتعلق بها وبأهلها فقط بل تنعكس آثاره على جيرانها، وهو ما يؤكده التاريخ. وستظل المملكة، حكومةً وشعباً، أخاً وفياً يقف إلى جانب المصريين في الشدة والرخاء، وهو المعنى الذي أكد عليه نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلمان بن عبد العزيز لدى وصوله إلى القاهرة أمس لحضور مراسم تنصيب السيسي رئيساً جديداً لمصر.