كثير من الجهات شوهت مفرداتنا العربية وحولتها من قوة لغوية دافعة إلى مفردات تشير للخمول أو العجز أو الإحباط، وإن كانت كل جهة أرادت من اختيار مفردة عربية ما لأن تكون شعارا لها كدلالة للجدية وسرعة البت إلا أن تراخي أعمال تلك الجهات والمرافق أو تعثر إنجازها علق بالمفردة حتى تحولت إلى مفردة مستفزة ومثيرة للتهكم وأمثلة ذلك كثيرة (ساهر، حافز، ابشر، جدارة و...و..) ومنذ أن دعت وزارة الخدمة المدنية الحاصلين والحاصلات على درجة الدكتوراه والماجستير ومن في حكمهما تسجيل بياناتهم على موقع (جدارة) الخاص بالوزارة ومن ثم مراجعة فروعها ومكاتبها لمطابقة البيانات ثم الانتقال للخطوة التي تليها وهي المفاضلة ومن ثم شغل ما يتوفر من وظائف، كانت هذه هي خطوات وزارة الخدمة المدنية مع حاملي الدكتوراه والماجستير وكلها خطوات احترمت حرف العطف (ثم) والذي يفيد تراتبية الأشياء وتراخي أزمنتها، وقد تراخت أزمنة وزارة الخدمة المدنية فعلا، فالدعوة لتلك الخطوات قد حدثت في بداية عام 1431 ولازال حاملو الشهادات العليا يبحثون عن عمل من غير جدوى. فأي (جدارة) يمكن أن يوصف به هذا التراخي.؟ ثم أين هي الجهات الرقابية عن هذا الأمر المأساوي، ولماذا لا يتم استحداث وظائف تستوعب قدرات ومؤهلات حاملي الشهادات العليا، وإن كانت هذه الكفاءات العالية لم يتم استيعابها وظيفيا فمن يتم استيعابه إذا؟ والسؤال الذي يقف في وسط الحنجرة ماذا فعلت وزارة الخدمة حيال حاملي هذه الشهادات إذ مضت سنوات ولم تحل قضية توظيفهم بعد، ولو كان هناك اهتمام (بتسيير العجلة) فقد توفر الزمن الكفيل بدفع توظيف حملة الشهادات العليا للأمام كاستحداث وظائف أو استصدار قرار فاعل ومراقب بتفعيل برنامج الإحلال.. كان بالإمكان وكان وكان لكن الأبواب لازالت مغلقة وحملة هذه الشهادات يتصايحون في كل جهة بحثا عن وظيفة. بينما تشير بطالة حاملي الشهادات العليا إلى وجود خلل في مسألة التوظيف، وتدلل أيضا أن الطاقة البشرية لدينا مهدرة وأن الاستثمار البشري يتسرب أو يتم تعطيله من غير الاستفادة منه.. فهل أنا بحاجة إلى إضافة قول لإظهار مدى التراخي في استيعاب كفاءتنا الوطنية.