ألقت تطورات الأوضاع السياسية الأخيرة للقضية السورية بظلالها على الأسواق المالية العالمية والخليجية، حيث شهدت انخفاضا ملحوظا في مؤشراتها، بسبب تخوف المستثمرين من الضربة العسكرية المتوقعة لسورية، واحتمالية ارتفاع حجم تلك التوترات السياسية. وعلى النقيض من ذلك، شهدت أسواق النفط والذهب ارتفاعا في قيمتها، حيث سجلت ارتفاعا في البترول بنسبة 2%، و4% في سعر الذهب على مدار الأيام الأخيرة. وأوضح عضو مجلس إدارة غرفة الرياض محمد العمران في تصريح إلى "الوطن": "أن التجاذبات السياسية الأخيرة التي طالعتنا بها وسائل الإعلام حول خطوات عسكرية متوقعة تجاه سورية، تسببت في ضغط نفسي على الأسواق المالية عموماً، وأثرت على عمليات جني الأرباح التي دخلت فيها الأسواق لارتفاع المخاطر السياسية. وعندما ترتفع المخاطر، فإنها تؤثر سلباً على أسواق الأسهم، وهذا ما يحدث الآن"، مشيراً إلى أنه في حال بدأت العملية العسكرية فستتجلى الصورة السلبية بشكل أوضح، وبالأخص عندما تبدأ من طرف قوي كالولايات المتحدة مع شركاء محتملين كتركيا، لكنه لفت إلى أنه في حال رجوح الكفة لصالح الولايات المتحدة وحلفائها فستقل المخاطر السياسية، ومع مرور الوقت ستشهد الأسواق المالية ارتفاعاً ملحوظاً. وأشار العمران إلى أن ارتفاع أسعار البترول والذهب أمر عائد لارتفاع المخاوف كذلك، ففي الوقت الذي تلتقط فيه الأسهم أنفاسها في الأسواق العالمية والإقليمية، من الطبيعي أن يكون البترول والذهب وغيرهما من السلع تتجه في تحركات صاعدة. وأضاف العمران أن أبرز مخاوف المستثمرين حالياً أن يرتفع نطاق التوتر السياسي، لافتاً إلى أنه من المهم أن يبقى ضمن إطار سورية والمناطق الجغرافية القريبة منها، فطالما لم يتوسع فلا يوجد مخاطر-على حد قوله، مشيراً إلى أنه إذ دخلت إيران أو غيرها من الدول في صف سورية فإن هذا ستكون له تبعات خطيرة على الأسواق الإقليمية العالمية، مما يولد الخوف لدى الكثير من المستثمرين فيها.