×
محافظة المنطقة الشرقية

مارادونا: نجاح بلاتر مجدداً في رئاسة “الفيفا” يعني أننا جميعاً مجانين

صورة الخبر

هل استشعر الغرب خطورة الإرهاب بعد أن كان سبب رعايته في الرحم ثم الولادة عندما ابتكر نظرية الحرب الدينية ضد الشيوعية بالبلدان الإسلامية لتحديها العقائد السماوية والتبشير بإيدلوجيتها الملحدة، لتسجل نجاحاً على مستوى الحرب الباردة، لكن مغامرة حرب فيتنام وهزيمة أمريكا بسبب مساعدات المعسكر الشيوعي، أعطت الاتحاد السوفييتي مبرر غزو أفغانستان، فجاءت الفرصة لاستنهاض الإسلام ليكون في مواجهة هذا المد الذي تحول من الأيدلوجيا إلى الغزو المباشر، وبالفعل كما هزمت أمريكا في فيتنام هزم السوفييت بأفغانستان من خلال عقيدتين شموليتين تضرر منهما طرفا الحرب، غير أن ترك أفغانستان وإهمالها، ونسيان الدور الذي قامت به، هيأت خروج الوحش المستتر فولدت طالبان ثم القاعدة، وكانتا سبباً في أحداث 11 سبتمبر وما تلاها.. حالياً انتشار الإرهاب لم يعد له وجه واحد، فقد تطور لدرجة ترك القيادات الكلاسيكية لصالح عناصر جديدة أكثر «راديكالية» وتوسعاً واستقطاباً لفئات من مختلف دول العالم، وهنا بدأ التفكير بمجريات الأحداث في المنطقة العربية وأفريقيا وكيف جاء التوسع بهذه التنظيمات إلى حدود تهدد الأمن الأوروبي برمته، فكانت التحذيرات والاجتماعات ورصد حركة هذه الجماعات، أسلوب فكرها وتنظيمها ومصادر تمويلها، فوجدت أن مواطنين من داخل القارة باتوا جزءاً من كونية هذه التنظيمات والفاعلين بها.. أمريكا سبقت الحليف الأوروبي، بأن فتحت نوافذ الحوار مع طالبان في صفقة جديدة مقايضة أحد ضباطها المسجونين عند طالبان مقابل الإفراج عن خمسة قياديين أفغان معتقلين في «جوانتانامو» وهي التي اعتبرت سابقة خطيرة قد تشجع تنظيمات أخرى انتهاج نفس الأسلوب والحصول على جوائز مماثلة، ومع وجود تنسيق أوروبي - أمريكي في التصدي للإرهاب، إلاّ أن الحقيقة تكشف عكس ذلك حيث اعترفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة «هيلاري كلنتون» علناً بأن الدوائر الأمريكية هي من أسست القاعدة، وطالبان وغيرهما، وكما كانت أسطورة «فرانكشتاين» فقد تكررت صورته مع التنظيمات الإرهابية، حيث هم من واجه، من وضع، من أسس قاعدة بنائهم بضربها وتحديها.. الأمر الأكثر خطورة أن وجود قواعد جديدة في أفريقيا، وخارج الخارطة العربية عندما فجر انتحاريون سفارتي أمريكا في نيروبي، وصراع المسيحيين مع المسلمين في أفريقيا الوسطى ونمو حركة «بوكو حرام» في نيجيريا، هذا عدا قواعد جديدة بدأت تظهر كواجهات لإرهاب يعتمد مبادئ أكثر تطرفاً، وخاصة تجاه الغرب باعتباره المسؤول عن بؤس القارة.. الجدلية أن القناعات السابقة بأن تفتيت المنطقة العربية وإشغالها بصراعات طائفية ومذهبية عاد بما هو أخطر، وخاصة في زمن انتقال الخبر والخطط السرية عبر وسائل حديثة تستطيع إيجاد علاقات لا تكتشفها وسائل الدول التي ترصد حركتها، ومن هنا جاء الاهتمام بمكافحة الإرهاب ليس بدواعي حماية أمن المنطقة العربية والعالم الإسلامي، وإنما فهم خطورته على من أسسه وبنى قواعده على دول الأطلسي برمتها.. لقد ظهرت دعوات كثيرة من دول عربية وخاصة المملكة بضرورة إيجاد تعاون دولي في ضرب قواعد الإرهاب ومكافحته غير أن مبدأ الغاية تبرر الوسيلة أظهر عدم اكتراث من المؤسسات والحكومات الدولية، إلى أن أصبحت الظاهرة خطراً كونياً، فبدأت الصورة تأخذ شكلاً مختلفاً ومع ذلك فإن عواقب أي عمل يستهدف مناطق وبلداناً تخدم أغراض دول أخرى، غالباً ما يعكس القضية ويحولها من لعبة تناصر أصحاب القوة، إلى حرب عليها وهو ما يحدث الآن من عوالم الإرهاب الجديد.