لم يحسن المدرب البلجيكي برودوم الاستفادة من الأخطاء التي وقع فيها دفاع فريقه وتسببت في خسارته نهائي كأس الملك أمام الاتحاد الموسم الفائت برباعية قاسية كان الدفاع بأخطائه البدائية القاتلة مساهماً فيها بدرجة كبيرة، وتوقع الجميع أن يكون ذاك الدرس القاسي مفيداً لبرودوم خصوصاً أنه جاء في ختام الموسم الرياضي ليبادر بتصحيح جملة الأخطاء الفادحة التي أصر عليها وأسهمت في تقويض قوى الفريق والوصول لمرمى وليد عبدالله من كل الممرات وزيارة شباكه بسهولة بالغة إذ كان المجال مفتوحاً للمدرب وفقاً للصلاحيات الكبيرة المقدمة له من إدارة النادي والتسهيلات الفائقة وتلبية متطلباته الفنية من الأجهزة المساعدة في الجانبين الفني والإداري فضلاً عن اللاعبين الذين يقع عليهم الاختيار في مراكز مختلفة حسب احتياج الفريق. ذهب الشباب باكرا الى معسكر بلجيكا والذي كان ناجحاً بكل المقاييس على الرغم من التحفظ على القرار الفني بالتجديد لعدد من اللاعبين الكبار في السن مثل المدافعين نايف القاضي ووليد عبدربه ولاعب الوسط عمر الغامدي على الرغم من حالة عدم الرضا الواضحة من محبي النادي الذين كانوا طوال الاعوام الأخيرة يطالبون بإتاحة الفرصة للمواهب الصاعدة القادرة على التفوق والنجاح. بدليل ان الشباب لم يكن ظهوره بالجولات الودية بشكل جيد بعد عروض شابها عدم الاتزان الفني المصاحب لخلل دفاعي وهجومي واضح نتيجة الفراغ الكبير الذي تركه رحيل ناصر الشمراني وتيغالي. ميشيل برودوم لم يستطع الاعتماد على مدافع متميز سواء من الصاعدين أو من المستقطبين من الأندية الأخرى ليكون مع اللاعب المميز كواك سداً منيعاً أمام هجوم المنافسين وراح يصر على تجهيز القاضي وعبدربه مرة أخرى على الرغم من الثغرة الواضحة الذي يحدثها تواجد أي منهما عطفاً على تقادم الغامدي وامكانات عبدربه الفنية المتواضعة، ولم يستقطب مهاجماً صريحاً ليعوض غياب الثنائي الهجومي وأصر على التعاقد مع لاعبين في خط المنتصف الكولومبي توريس والبرازيلي رافينها الأمر الذي عطل قوة الشباب الهجومية والتي كانت مضرب مثل خلال الاعوام الماضية بدليل حصول مهاجمي الشباب على لقب هداف الدوري لأعوام عديدة بالتخصص. إدارة النادي وفرت كل متطلبات المدرب واحتياجاته إلا أن قناعاته الغريبة والتي يتفق عليها الكثير من النقاد والجماهير ربما كانت السبب الرئيس في حالة الضعف التي كان عليها الشباب مطلع الموسم الجديد ليخسر برباعية قاسية من نفس الفريق الذي خسره منه برباعية نهاية الموسم الفائت على الرغم من استعداده غير المتكامل وغياب عناصره الأجنبية وأحواله الإدارية التي شابها الكثير من الحديث خلال الأِشهر الماضية وهو الأمر الذي دلل بشكل قاطع على أن برودوم لم يع الدرس جيداً ولم يستفد من تلك الضربة المؤلمة التي وجهها له شباب"العميد" في نهائي الأبطال قبل فترة وجيزة لذلك فإن برودوم مطالب بمعالجة جل مشكلات فريقه الفنية على وجه السرعة فهو المعني بها بالدرجة الأولى، وهو المسؤول عنها أمام الجماهير حتى يعود الشباب شباباً كما كان قبل فوات الأوان.