غادرت القاهرة أمس السفيرة الأميركية آن باترسون بعد انتهاء فترة عملها بالقاهرة التي استمرت 26 شهراً في أقصر مدة تقضيها كسفيرة لبلادها في الخارج. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أبلغت نظيرتها المصرية منذ 3 أيام بانتهاء فترة عمل باترسون في القاهرة، وأنه سيتم تعيين مدير القوة متعددة الجنسيات في سيناء ديفيد ساترفيلد، قائماً بالأعمال لحين تعيين سفير جديد. وعلى رغم حصول باترسون على تأييد كل السياسيين الأميركيين قبل تعيينها، ووصف الخارجية الأميركية لها بأنها واحدة من أفضل السفراء في العالم وأكثرهم خبرة واحتراماً، إلا أنها قوبلت بعاصفة من الرفض من قبل جميع فئات الشعب المصري قبل وصولهاـ وتزايدت عقب ثورة 30 يونيو، حيث رفع مواطنون صورها في الميادين بعد تذييلها بكلمات تعبر عن رفض وجودها في مصر، بسبب انتقادها للدعوات الداعمة لمظاهرات يونيو لدفع مرسي للتنحي. وكانت بارتسون قد قالت إن من الأفضل للمعارضين تحسين أداء هياكلهم الانتخابية بدلا من تنظيم مظاهرات قد تتحول إلى عنف. وأضافت: "الولايات المتحدة تتعامل مع من كسب الانتخابات التي وفت بالمعايير الدولية". من جهته، قال مؤسس حركة تمرد محمود بدر: "رحيل السفيرة الأميركية عن القاهرة بعد فترة قصيرة من توليها منصبها يعكس انتصاراً لإرادة المصريين على أميركا مرة أخرى، بعد انتصار 30 يونيو وإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين الموالي لها، خاصة وأن باترسون كانت شخصاً غير مرغوب فيه على الأراضي المصرية". بدوره، كشف القيادي بحزب "النور" أشرف ثابت، في تصريحات صحفية، أن "السفيرة الأميركية كانت تساوم الحزب على قبول الدكتور محمد البرادعي لرئاسة الوزراء مقابل أي عدد من الوزارات"، مضيفاً أن الغرب وأميركا يريدون استغلال هذا التوقيت والأزمات الحالية لهدم الدولة المصرية، وهو ما اتضح عندما التقينا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان لاستطلاع رأي الحزب في الأزمة، حيث وجدنا أنه يحرضنا ضد النظام والقوات المسلحة المصرية، وفوجئنا به يقول لنا إنه إذا تمت الإطاحة بالإخوان، فالدور علينا، وأكدنا له أن حرصنا على الوطن أهم من أي مكاسب يحصل عليها الحزب". إلى ذلك، قال رئيس تحرير جريدة الأهرام عبدالناصر سلامة: "باترسون كانت تلعب دوراً مشبوهاً لتقسيم مصر من خلال تعاونها مع جماعة الإخوان المسلمين، والتقت نائب المرشد العام للجماعة خيرت الشاطر في 28 يونيو الماضي، وذلك في إطار تحركاتها التي كانت محل تساؤل وريبة، وكان يجب التعامل منذ فترة معها على أنها شخص غير مرغوب فيه، وهو ما أدركته السفيرة بالتأكيد على المستوي الشعبي، ويجب على السلطات أن تكشف ما لديها من أدلة على تورطها وغيرها في ما وصلت إليه الحياة في مصر، من ارتباك وقلق وانفلات". يذكر أن باترسون ولجت ميدان العمل الدبلوماسي عام 1973، حيث بدأت عملها في الخارج عام 1984 كمستشار اقتصادي في السفارة الأميركية بالعاصمة السعودية الرياض لمدة 4 سنوات، ثم عملت في بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في جنيف عام 1988 لمدة 3 سنوات، وعملت سفيرة لبلادها في السلفادور في الفترة من 1997 حتى 2000، وفى كولومبيا في الفترة من 2000 إلى 2003، وفي عام 2004 عينت نائباً للمندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ثم انتقلت للعمل في باكستان عام 2007 وبعدها جاءت إلى مصر في منتصف عام 2011، وستتولى منصب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى.