×
محافظة المنطقة الشرقية

أمانة الجوف تغلق وتغرم ” 155 ” محلاً ومطعماً مخالفاً

صورة الخبر

إذا كانت السياسة تعاطيا غير مباشر أو غير واضح مع القضايا، بحيث يمكن تغيير المواقف عندما يقتضي الأمر وتستجد المصالح الذاتية المحضة، وإذا كانت ــ كما يصفها البعض ــ فن المناورة والغموض والمراوغة، فإن هذا الرجل قد اجترح نهجا مغايرا تماما للسائد والمألوف في أدبيات السياسة التقليدية، يتصف بالوضوح والإقدام والثبات على المبدأ والجهر بالمواقف والشجاعة في الخطاب والمواجهة بالحقائق، انطلاقا من قناعات أخلاقية وإنسانية وفهم عميق لفضيلة الصدق، وكذلك الحرص الأكيد على مصلحة الشعوب الشقيقة ومقدراتها بنفس الحرص على الوطن وسلامته وأمنه واستقراره. وبهذا النهج خرج عبدالله بن عبدالعزيز بشكل تلقائي من دور الحاكم العادي إلى دور الزعيم، ومن مرتبة ملك لدولة واحدة إلى حكيم للعرب، فلطالما واجههم في مؤتمرات ولقاءات عديدة بما يتحرج البعض من ذكره من قصور وأخطاء، ولطالما حثهم على الالتفات لشعوبهم والحرص على أوطانهم من مؤامرات الفتنة والتشتت، قال ذلك منذ وقت بعيد؛ لأنه كان يستشرف نذر الشر وبوادره التي تحولت إلى حريق عصف بأكثر من بلد عربي. وفي رسالته للرئيس المصري الجديد عقب إعلان النتيجة الرسمية للانتخابات، لم تكن رسالة تقليدية ونمطية كما هي العادة في مثل هذه المناسبات، وإنما أرادها أن تكون وثيقة تاريخية تؤكد زعامته الاستثنائية عندما جعلها بمثابة خريطة طريق واضحة وشجاعة لعلاقات المملكة بمصر، وكيف يجب أن تكون علاقة الآخرين بها وهي تحاول النهوض من متاعبها لتدخل مرحلة جديدة يريدها المحبون مثله مرحلة بناء واستقرار وأمن ورخاء. لقد تضمنت الرسالة عدة رسائل واضحة لا تحتمل التأويل لأطراف عديدة بأن المساس باستقرار مصر أو محاولة التدخل في شؤونها بما يضرها أمر غير مقبول أبدا بالنسبة للمملكة، وبلغ الوضوح أقصاه عندما أكد عبدالله بن عبدالعزيز أن المساس بمصر هو مساس بالمملكة. هنا يتأكد نبل الموقف وشجاعته وفروسيته، وتبرز شهامة ومروءة علاقة الإخاء الحقيقية، وتتجلى خصال الزعامة في مؤازرة الأشقاء بصلابة وصدق وإقدام. وقد حرص ــ يحفظه الله ــ على تذكير العالم بأجمعه بمكانة مصر وما يجب أن يقدمه لها، كما استنهض همم الأشقاء والأصدقاء بدورهم الحتمي تجاهها، بل وحذرهم بصراحة متناهية أن من يتخاذل وهو قادر ليس له مكان بيننا إذا ألمت به عوادي الأيام. لقد رفعت رؤوس كل الشرفاء أيها الزعيم الفذ، وأعدت التأكيد أن السياسة أخلاق ومواقف والتزام، وليست دسائس ومؤامرات في الخفاء، وابتسامات يعقبها الغدر كما اعتاد البعض.