من إيجابيات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث أنه فتح المجال للطلبة والطالبات لاستثمار بيئة التعليم المتطورة في دول الابتعاث فكانت فرصة للمبتعثين للانطلاق وتنمية القدرات واكتساب المعارف والمهارات بالطرق والأساليب الحديثة التى تنمي الثقة بالنفس والقدرة على التواصل والحوار مع مختلف الثقافات. استمعت الى حديث طالبة مبتعثة الى كندا هي الطالبة تغريد الهويش فشدني حديثها المنظم بلغة غير لغتها الأم كما شدني ما ذكرته عن أهداف الابتعاث. تقول الطالبة تغريد إن سياسة الابتعاث مشروع مهم من أجل تعليم جيد في دول لها تجربة أطول في هذا المجال وهذا التعليم سيكون له نتائج ايجابية عندما يعود المبتعث الى وطنه فيترجم ما اكتسبه من معارف ومهارات الى ممارسات تخدم الوطن. الجانب الثانى من أهداف الابتعاث حسب رأي الطالبة تغريد هو نقل الصورة الحقيقية للمملكة الى المجتمعات الأخرى خاصة أن بعض أفراد تلك المجتمعات تنقصهم الكثير من المعلومات عن بلدنا وحضارتنا وثقافتنا. أقول ما سبق وأنا أعرف أن هذه الطالبة لم تأت بجديد (من حيث أهداف الابتعاث) لكني وجدت طريقة طرحها مثيرة للاعجاب، كما أعلم أن لدينا عددا كبيرا من المبتعثين في دول مختلفة ومنهم طلاب وطالبات مبدعون ومتميزون ويستحقون الشكر والتقدير.. وحين أكتب عن شخص معين أو تجربة فذلك يأتي كرد فعل ايجابي أو شعور بالاعجاب أبادر فورا بالكتابة عنه وهذا ما أفعله دائما حيث أبحث عن الأشياء الايجابية في أى مجال لأكتب عنها للمشاركة في تعزيز التفكير الايجابي، وتشجيع روح المواطنة والشعور بالانتماء، والرغبة في العطاء، وكذلك حث الآخرين على بذل الجهد وتحديد الهدف والاصرار على تحقيقه، وتلك أهداف وجدت أنها تتوفر في شخصية هذه الطالبة المتميزة. وما شدني أيضا في تجربة تغريد أنها سافرت للدراسة مع زوجها بعد الثانوية ولم تكن لغتها الانجليزية قوية بل يمكن القول إنها كانت ضعيفة وخلال مدة قصيرة تطورت لغتها وتكيفت لظروف الحياة المختلفة والصعبة بسبب الشعور بالغربة والبعد عن الوطن الكبير وعن الأم ولكن ايمانها بالهدف الذي سافرت من أجله ورغبتها الصادقة في التعلم ودعم وصداقة زوجها الذى يشاركها الدراسة، ومشاركتها في أنشطة الجامعة غير الصفية، كل تلك الأسباب جعلها تندمج في المجتمع الجامعي والمجتمع الكبير لكي تتأثر وتكتسب ما يثري تجربتها، وتؤثر عن طريق التواصل والتفاعل مع الآخرين وأصبحت مثل كثير من زميلاتها المبتعثات تعتمد على نفسها وتعرف حقوقها وواجباتها وتقدم صورة جميلة للمواطنة السعودية. إنها وزميلاتها ثمرة تاريخ طويل لتعليم المرأة في المملكة وقد تطور هذا التعليم وتطورت مخرجاته حتى وصلت المرأة الى مواقع قيادية لتشارك الرجل في مسيرة البناء والتنمية..